تواصل أسعار النفط العالمية تراجعها لليوم الثالث على التوالي، لتسجل أول خسارة أسبوعية منذ ثلاثة أسابيع، في ظل ضغوط متزايدة ناتجة عن وفرة المعروض النفطي وارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية.
ويأتي هذا التراجع في وقت حساس يشهد ترقبًا لاجتماع مرتقب لتحالف “أوبك+”، وسط تكهنات حول احتمالية زيادة الإنتاج خلال شهر أكتوبر المقبل، وهو ما يزيد من قلق المستثمرين بشأن توازن السوق.

أسعار النفط العالمية تتراجع
أغلقت العقود الآجلة لخام برنت على انخفاض بلغ 1.44 دولار أو 2.15% لتسجل 65.55 دولارًا للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.61 دولار أو 2.54% ليستقر عند 61.87 دولارًا للبرميل عند التسوية. ويعكس هذا التراجع الضغوط الكبيرة التي تواجهها السوق نتيجة تزايد المخاوف من تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
أوبك+ تدرس زيادة الإنتاج
أفادت تقارير بأن ثمانية أعضاء في تحالف “أوبك+” يدرسون خلال اجتماعهم المرتقب غدًا إمكانية زيادة الإنتاج لشهر أكتوبر، وهو ما قد يؤدي إلى تقليص جزء من التخفيضات الحالية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل 1.6% من الطلب العالمي، وذلك قبل أكثر من عام من موعد انتهاء الاتفاق.
وحذرت تقارير مصرفية، بينها مذكرة صادرة عن “كومرتس بنك”، من أن أي خطوة لزيادة الإنتاج ستضع مزيدًا من الضغوط على الأسعار وتفاقم خطر فائض المعروض النفطي.
ارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية
في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفاع مخزونات الخام بنحو 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، على عكس التوقعات التي أشارت إلى انخفاض مليوني برميل.
ويرى محللون أن هذا الارتفاع يعكس ضعف الطلب، خاصة مع دخول المصافي موسم الصيانة وتراجع استهلاكها للخام. ووفقًا لتقرير صادر عن “بي.إم.آي”، فإن قطاع التكرير لعب دورًا بارزًا في دعم الأسعار خلال الأشهر الماضية، إلا أن تباطؤ نمو الطلب العالمي قد يقلص من هوامش التكرير في الفترة المقبلة.
العوامل الجيوسياسية ما زالت مؤثرة
ورغم الضغوط السعرية، لا تزال التوترات الجيوسياسية تشكل عاملًا مؤثرًا في السوق. فقد كشف مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شدد أمام القادة الأوروبيين على ضرورة وقف شراء النفط الروسي، وهو ما قد يحد من صادرات موسكو ويشكل عامل دعم للأسعار في حال تنفيذه.