تشهد سماء مصر والمنطقة العربية اليوم الأحد الموافق 7 سبتمبر 2025 حدثًا فلكيًا استثنائيًا طال انتظاره، حيث بدأ منذ قليل خسوف كلي نادر للقمر يُعتبر من أبرز الظواهر الفلكية لهذا العام.
ومع دخول القمر كاملًا في ظل الأرض، ظهر قرصه معتماً بلون مائل إلى الأحمر النحاسي، في مشهد يخطف الأبصار ويثير شغف المتابعين وعشاق الفلك حول العالم.
ويأتي هذا الخسوف متزامنًا مع توقيت بدر شهر ربيع الأول لعام 1447هـ، ما أضفى عليه بعدًا روحيًا وعلميًا خاصًا، إذ يعد فرصة نادرة للعلماء والجمهور لمتابعة ظاهرة طبيعية تحدث بتوقيت دقيق وظروف فلكية محددة.
بداية الخسوف الكلي وتفاصيل الظاهرة
بدأت مرحلة الخسوف مع دخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض في الساعة 6:28 مساءً بتوقيت القاهرة، وهي المرحلة التي لا تُلاحظ بالعين المجردة.
تلا ذلك الانتقال إلى الظل الكلي، حيث غطى ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة بلغت 136.2%، ليصبح القمر واقعًا تمامًا في مركز وظل الأرض. وبلغت ذروة الخسوف عند الساعة 9:12 مساءً، متزامنة مع لحظة اكتمال القمر بدرًا لشهر ربيع الأول 1447هـ.
مدة الخسوف ومراحله
استمرت جميع مراحل الخسوف الكلي للقمر خمس ساعات وسبعًا وعشرين دقيقة تقريبًا، حيث امتدت فترة الخسوف الجزئي الأول وحتى نهايته نحو ثلاث ساعات وتسعًا وعشرين دقيقة، بينما استمر المشهد الأكثر إبهارًا وهو الخسوف الكلي لمدة ساعة و22 دقيقة تقريبًا.
وقد بدأت الحافة الشرقية للقمر بالخروج من ظل الأرض في الساعة 9:53 مساءً، معلنة نهاية مرحلة الخسوف الكلي وبداية عودته تدريجيًا إلى إضاءته المعتادة.
متابعة جماهيرية من مرصد حلوان
حظي الخسوف بمتابعة واسعة من مرصد حلوان التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية، حيث تم تجهيز مجموعة من أحدث التلسكوبات لرصد هذه الظاهرة. وأكد الدكتور طه رابح، رئيس المعهد، أن المرصد فتح أبوابه لاستقبال أعداد كبيرة من المواطنين والوفود الأجنبية، بالإضافة إلى طلاب المدارس المصرية واليابانية.
كما تم تخصيص شاشة إلكترونية عملاقة لعرض بث مباشر للظاهرة منذ بدايتها وحتى نهايتها، ما أتاح للجمهور فرصة مشاهدة الظاهرة بوضوح أكبر والاستمتاع بشرح علمي مبسط لها.
أهمية الظاهرة الفلكية
يمثل خسوف القمر الكلي حدثًا فلكيًا نادرًا يجمع بين الجانب العلمي والجانب الروحي، إذ يساهم في إتاحة الفرصة للعلماء لدراسة حركة الأجرام السماوية بدقة، وفي الوقت نفسه يثير دهشة واهتمام المواطنين الذين يتابعون الظاهرة بأعينهم.
كما أن تزامنه مع بدر شهر ربيع الأول 1447هـ يمنحه بعدًا خاصًا في الوعي الجمعي، ليظل حدثًا بارزًا في ذاكرة المهتمين بالفلك والظواهر الطبيعية.