شهدت البورصة المصرية الأمس حالة من النشاط الملحوظ، حيث أغلقت جميع مؤشراتها على ارتفاع جماعي بنهاية جلسة التداول. وتمكنت السوق من إضافة مكاسب قوية لرأس المال السوقي، بلغت نحو 18.386 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.487.804 تريليون جنيه، مما يعكس حالة من التفاؤل لدى المستثمرين مع استمرار تزايد أحجام التداول وتنويع القطاعات المستفيدة.
أداء المؤشرات الرئيسية
سجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» مكاسب واضحة، حيث ارتفع بنسبة 0.77% ليغلق عند مستوى 34,937 نقطة، مدفوعًا بعمليات شراء قوية من جانب المؤسسات المحلية والأجنبية على عدد من الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والعقارات والطاقة.
كما ارتفع مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنسبة 0.69% ليصل إلى مستوى 42,943 نقطة، في حين صعد مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة 0.75% ليغلق عند مستوى 15,702 نقطة. ويعكس هذا الأداء المتوازن قدرة السوق على تحقيق مكاسب متواصلة في ظل تباين القطاعات المشاركة في النشاط.
صعود مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة
على صعيد آخر، واصل مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» أداءه الإيجابي، حيث صعد بنسبة 0.11% ليغلق عند مستوى 10,910 نقطة. ويعكس هذا الارتفاع استمرارية ثقة المستثمرين في أسهم الشركات الناشئة والمتوسطة، خاصة مع تحسن مستويات السيولة المتدفقة إليها.

كما ارتفع مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 0.23% ليغلق عند مستوى 14,390 نقطة، وهو ما يؤكد أن حالة الصعود لم تقتصر فقط على الأسهم الكبرى، وإنما شملت مختلف شرائح السوق.
فعالية «قرع الجرس» وانتقال بريميم هيلثكير جروب للسوق الرئيسي
وفي سياق متصل، نظمت البورصة المصرية اليوم فعالية «قرع الجرس» بمناسبة انتقال شركة بريميم هيلثكير جروب من سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى السوق الرئيسي، وذلك بحضور قيادات البورصة وعدد من المستثمرين.
وتُعد هذه الخطوة إنجازًا جديدًا يعكس نجاح الشركات المصرية في تطوير أعمالها وزيادة قدرتها على جذب الاستثمارات، إذ إن الانتقال إلى السوق الرئيسي يمنح الشركات فرصة أكبر للوصول إلى قاعدة أوسع من المستثمرين، ويُعزز من مستوى الشفافية والإفصاح المالي.
دلالات صعود البورصة
يؤكد الأداء الإيجابي للبورصة المصرية اليوم أن السوق ما زال يتمتع بجاذبية قوية للمستثمرين، رغم التحديات الاقتصادية العالمية. ويشير المحللون إلى أن استمرار صعود رأس المال السوقي وتحسن مؤشرات التداول يعكس ثقة متنامية في السياسات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية التي تشهدها مصر.
كما أن التوسع في إدراج شركات جديدة وانتقال كيانات ناجحة مثل بريميم هيلثكير جروب إلى السوق الرئيسي، يُعد دليلاً على عمق السوق وتنوع أدواته الاستثمارية، وهو ما يمنح المستثمرين خيارات متعددة بين الأسهم القيادية والشركات الواعدة.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن تواصل البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة استقطاب مزيد من الاستثمارات، خاصة مع زيادة التوجه نحو طرح شركات جديدة في قطاعات مختلفة مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة. ويرى الخبراء أن استمرار الاستقرار الاقتصادي والسياسات المشجعة على الاستثمار الأجنبي، بجانب توسع مشاركة المؤسسات المحلية، سيسهم في تعزيز الأداء الإيجابي للسوق.
وبذلك تكون جلسة اليوم قد عكست صورة قوية عن قدرة البورصة المصرية على النمو، ليس فقط عبر المؤشرات الرئيسية، بل أيضًا من خلال تحفيز الشركات على الانتقال إلى مستويات أعلى من النشاط والإفصاح، وهو ما يضع السوق في موقع تنافسي بين أسواق المنطقة.