شهدت أسواق الذهب خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات ملحوظة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، حيث انعكست المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة على قرارات المستثمرين، ما دفعهم نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب.
وجاءت هذه الارتفاعات وسط حالة ترقب شديدة لاجتماع الفيدرالي الأمريكي المنتظر يوم 17 سبتمبر، حيث تشير التوقعات بقوة إلى خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي يضيف مزيدًا من الزخم لسوق الذهب عالميًا ومحليًا.
ويعد الذهب اليوم أحد الأصول الاستراتيجية التي تتأثر مباشرة بحركة أسعار الفائدة وتقلبات الأسواق، ليبقى في دائرة اهتمام المستثمرين وصناديق التحوط الباحثة عن حماية رأس المال في ظل التوترات الجيوسياسية وتراجع ثقة المستهلك الأمريكي.

ارتفاع أسعار الذهب محليًا
ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية بنحو 35 جنيهًا خلال الأسبوع، حيث بدأ تعاملاته عند مستوى 4865 جنيهًا، ولامس ذروته عند 4920 جنيهًا قبل أن يغلق عند 4900 جنيه.
كما سجل عيار 24 نحو 5600 جنيه، وعيار 18 عند 4200 جنيه، وعيار 14 عند 3267 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 39200 جنيه.
قفزة تاريخية لأسعار الذهب عالميًا
على الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بمقدار 56 دولارًا خلال الأسبوع، لتصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق عند 3675 دولارًا يوم 9 سبتمبر، قبل أن تغلق عند 3643 دولارًا.
ويمثل هذا الارتفاع زيادة سنوية بنسبة 39% منذ بداية العام، في حين سجل السوق المحلي ارتفاعًا بنسبة 31% خلال نفس الفترة.
تأثير الدولار وحركة السوق المحلية
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، أن استقرار سعر صرف الدولار عند حدود 48 جنيهًا تقريبًا ساعد على تنشيط حركة الشراء، لكنه حذر من أن أي تغير طفيف في سعر الصرف قد يضيف عشرات الجنيهات على الجرام الواحد.
وأشار إلى أن السوق المحلية تعاني من ضعف السيولة لدى تجار التجزئة نتيجة عمليات إعادة البيع المكثف، مما يحد من حجم التداول ويجعل السوق في حالة جمود نسبي رغم الارتفاعات العالمية.
المؤشرات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها على الذهب
أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكي ضعفًا واضحًا مع فقدان أكثر من 911 ألف وظيفة، وارتفاع طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ أربع سنوات، بجانب تراجع ثقة المستهلك إلى 55.4 نقطة.
هذه البيانات رفعت احتمالية خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي إلى 91% بواقع 25 نقطة أساس، وسط توقعات من مؤسسات كبرى مثل دويتشه بنك باستمرار دورة التيسير النقدي حتى نهاية العام، ما قد يدفع الفائدة إلى نطاق 3.50% – 3.75% بحلول مطلع 2026.
الذهب كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية
رغم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، يظل الذهب مدعومًا بقوة من المخاطر الجيوسياسية، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن روسيا وتهديده بفرض عقوبات أشد، ما عزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين.
ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي
تتجه أنظار الأسواق العالمية نحو اجتماع الفيدرالي الأمريكي الحاسم، حيث سيحدد القرار مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة. أي خفض في أسعار الفائدة سيشكل دفعة قوية للمعدن النفيس نحو موجة صعود جديدة، بينما الإبقاء على الفائدة قد يحد من هذا الزخم مؤقتًا، مع بقاء الذهب في مركز الاهتمام الاستثماري كأصل استراتيجي طويل الأجل.