تشهد أسواق مواد البناء في مصر حالة من الاستقرار النسبي في أسعار الحديد اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025، وذلك بعد موجة الارتفاعات الأخيرة التي شهدها السوق خلال الأشهر الماضية. ورغم هذا الاستقرار، يترقب التجار والمستهلكون على حد سواء إعلان التسعيرة الجديدة لشهر سبتمبر، في ظل توقعات بتحرك طفيف للأسعار سواء بالزيادة أو الانخفاض، تبعًا لظروف السوق المحلية والعالمية.

الحديد يُعد من أهم مدخلات البناء، حيث تعتمد عليه مختلف المشروعات العمرانية من وحدات سكنية وطرق وكباري، وبالتالي فإن أي تغير في سعره ينعكس مباشرة على تكلفة البناء والتشييد. ورغم الضغوط التي يواجهها السوق بسبب تكاليف الشحن والاستيراد وأسعار الطاقة، إلا أن الشركات المحلية حافظت على مستويات أسعار شبه ثابتة خلال الشهرين الماضيين.
الأسعار الحالية في المصانع والموزعين
وفقًا لما أعلنته شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة، فقد استقرت أسعار بيع الحديد اليوم لدى المصانع وكذلك الموزعين. وتراوحت أسعار الطن تسليم أرض المصنع ما بين 38 ألف جنيه إلى 38.5 ألف جنيه، في حين يصل السعر للمستهلك بزيادة تقارب 1000 جنيه للطن الواحد، لتتراوح المستويات النهائية بين 39.2 ألف جنيه و40 ألف جنيه، حسب المنطقة الجغرافية ونوع الشركة المنتجة.
وجاءت الأسعار المعلنة اليوم من الشركات على النحو التالي:
حديد عز: 38,800 جنيه للطن.
حديد بشاي: 38,600 جنيه للطن.
حديد المصريين: 38,500 جنيه للطن.
حديد الجارحي: 36,000 جنيه للطن.
أما بالنسبة لمتوسط السعر العام في السوق، فقد سجل نحو 38,200 جنيه للطن تسليم أرض المصنع، فيما تخطى سعر الطن حاجز 40 ألف جنيه لدى بعض الموزعين في محافظات الجمهورية المختلفة.
توقعات السوق خلال الفترة المقبلة
أوضح أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن استقرار الأسعار في الفترة الحالية يرجع إلى التوازن النسبي بين العرض والطلب، إضافة إلى السياسة التسعيرية التي اتبعتها الشركات المنتجة بعد الزيادة الأخيرة، وأشار إلى أن حالة الترقب لا تزال تسيطر على السوق في انتظار التسعيرة الرسمية الجديدة، حيث يرجح أن تشهد الأسعار تحركًا محدودًا خلال الأسابيع المقبلة.
ويرى عدد من الخبراء أن أسعار الحديد مرتبطة بعدة عوامل أبرزها:
1- أسعار المواد الخام العالمية، وعلى رأسها خام الحديد وخردة الصلب.
2- أسعار الطاقة والغاز الطبيعي التي تدخل بشكل مباشر في عملية التصنيع.
3- تكاليف النقل والشحن الداخلي والخارجي.
4- حركة الطلب في السوق المحلي، خاصة مع زيادة مشروعات التنمية والعمران.
وبحسب الزيني، فإن التغيرات الكبيرة غير متوقعة في الفترة الحالية، إلا إذا طرأت متغيرات خارجية مرتبطة بأسعار المواد الخام عالميًا أو بقرارات محلية تخص قطاع الصناعة.
الحديد ودوره في السوق العقارية
لا يخفى على أحد أن الحديد يمثل العمود الفقري لقطاع البناء والتشييد، حيث يعتمد عليه المقاولون والمطورون العقاريون بشكل أساسي في تنفيذ مشروعاتهم. ومع كل زيادة في أسعاره، ترتفع تكلفة البناء وبالتالي أسعار العقارات، ما ينعكس على المواطنين والمستثمرين في الوقت نفسه.
ومع استقرار الأسعار حاليًا، يأمل المطورون والمستهلكون على حد سواء أن يظل السعر عند هذه المستويات لفترة أطول، خاصة مع دخول السوق في مرحلة من النشاط المرتبط بالمشروعات القومية والإسكان الاجتماعي.