شهدت البورصة المصرية موجة صعود جماعية لمؤشراتها في ختام جلسة أمس الخميس 18 سبتمبر 2025، إذ واصل السوق أداءه الإيجابي لليوم الثاني على التوالي، مدعومًا بمشتريات المستثمرين والمؤسسات، ليربح رأس المال السوقي ما يزيد على 15 مليار جنيه ويعزز موقعه فوق مستوى 2.5 تريليون جنيه.

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة البورصة المصرية، أغلق رأس المال السوقي عند مستوى 2.509 تريليون جنيه، مقارنة مع 2.494 تريليون جنيه في الجلسة السابقة، أي بزيادة قدرها نحو 15.497 مليار جنيه.
صعود المؤشر الرئيسي وتفوق مؤشر الأوزان
أبرز ما ميز جلسة الأمس هو استمرار صعود المؤشر الرئيسي إيجي إكس 30، الذي يعكس حركة أكبر 30 شركة من حيث السيولة والنشاط، حيث ارتفع بنسبة 1.22% ليغلق عند مستوى 35,403 نقطة. هذا الأداء الإيجابي عزز من ثقة المتعاملين في قدرة السوق على الحفاظ على وتيرة التعافي، خاصة مع تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي والدعم الحكومي الواضح لزيادة السيولة.
أما مؤشر إيجي إكس 30 محدد الأوزان، الذي يعطي وزناً متساوياً للشركات الكبرى بعيداً عن سيطرة الأسهم الثقيلة، فقد قفز بنسبة 1.36% مسجلاً 43,354 نقطة عند الإغلاق، وهو ما يعكس تماسك غالبية الأسهم القيادية وليس فقط الأسهم ذات الوزن النسبي الكبير.
كما صعد مؤشر إيجي إكس 30 للعائد الكلي بنسبة 1.21% ليغلق عند 15,910 نقاط، وهو المؤشر الذي يقيس العوائد السعرية بالإضافة إلى توزيعات الأرباح النقدية، ما يؤكد أن المستثمرين ما زالوا يراهنون على تحقيق مكاسب رأسمالية وعوائد إضافية من استثماراتهم في البورصة.
أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة
لم يقتصر الارتفاع على الأسهم القيادية فحسب، بل امتد ليشمل مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وإن كانت وتيرة الصعود أقل حدة. فقد سجل مؤشر إيجي إكس 70 متساوي الأوزان ارتفاعًا طفيفًا بلغت نسبته 0.06% ليغلق عند مستوى 10,618 نقطة، ما يدل على وجود عمليات شراء انتقائية تركزت في بعض أسهم المضاربات والشركات متوسطة القيمة السوقية.
كما ارتفع مؤشر إيجي إكس 100 متساوي الأوزان، الذي يضم الشركات المكونة لمؤشري 30 و70 معاً، بنسبة 0.19% ليصل إلى مستوى 14,092 نقطة. هذا الأداء يعكس تحسن نسبي في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، رغم أن بعضهم ما زال يفضل التوجه نحو الأسهم الكبرى الأكثر استقرارًا.
مقارنة مع جلسة الأمس الأول
اللافت أن هذا الصعود القوي يأتي بعد يوم واحد فقط من مكاسب أخرى حققتها البورصة في ختام جلسة الأربعاء 17 سبتمبر 2025، حيث ارتفع رأس المال السوقي حينها بنحو 6.111 مليار جنيه ليغلق عند 2.494 تريليون جنيه. وبذلك يكون السوق قد نجح خلال جلستين متتاليتين في إضافة أكثر من 21.6 مليار جنيه إلى رأس المال السوقي، وهو ما يبعث برسالة إيجابية للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
عوامل دعم الصعود
يُرجع خبراء سوق المال هذه الموجة الإيجابية إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها:
استمرار دخول سيولة جديدة من المؤسسات المحلية.
تفاؤل المستثمرين بعد الإعلان عن خطط حكومية لتعزيز الاستثمار في البورصة.
الاستقرار النسبي في أسعار الصرف وأسواق السلع العالمية، مما شجع على ضخ أموال في الأصول المالية.
كما أن بعض الأسهم القيادية شهدت إقبالاً متزايداً نتيجة إعلانها عن توزيعات أرباح قوية أو خطط توسعية، ما جعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد مضمونة إلى جانب المكاسب السعرية.
نظرة مستقبلية
يتوقع محللون أن تواصل البورصة المصرية مسارها الإيجابي على المدى القصير، خاصة إذا استمرت السيولة في التدفق إلى السوق، مع إمكانية حدوث عمليات جني أرباح طبيعية بعد هذا الصعود المتتالي. لكن الاتجاه العام ما زال يميل إلى الصعود، مدعوماً بعوامل اقتصادية محلية وإصلاحات تشريعية تستهدف جذب استثمارات أكبر.