يعد التراث الإنساني إرثًا حضاريًا مشتركًا بين شعوب العالم كافة، ويمثل ذاكرة البشرية التي تحفظ قصص حضارات سابقة وتجاربها. ومع تعاقب الأجيال وتغير الأزمنة، يبقى التراث شاهدًا صامتًا على الإنجازات العظيمة التي حققتها الأمم، ومصدر إلهام لفهم التاريخ الإنساني وتطوراته.
وهذا ما أكده الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، خلال لقائه في برنامج “بيان للناس” على قناة “الناس”، حيث تناول أهمية حماية التراث من منظور حضاري وشرعي، مبرزًا دور الفقه الإسلامي في هذه القضية الحيوية.
التراث الإنساني.. شاهد على الحضارات ووسيلة لفهم التاريخ
أوضح الدكتور شوقي علام أن التراث، سواء الأهرامات أو آثار الأقصر وأسوان أو غيرها من المواقع التاريخية حول العالم، ليس مجرد أحجار صامتة، بل هو قيمة عظيمة للبشرية، إذ يتيح لنا قراءة الماضي والاستفادة منه في حاضرنا. وأشار إلى أن العديد من هذه المواقع صمد أمام عوامل الطبيعة والحروب لقرون طويلة، وهو ما يفرض مسؤولية مشتركة لحمايتها من الاندثار.
حماية التراث واجب حضاري
أكد فضيلته أن حماية التراث ليست قضية جمالية أو سياحية فحسب، بل هي مسؤولية حضارية تمثل التزامًا تجاه الأجيال القادمة، إذ يتيح الحفاظ على التراث نقل المعرفة والخبرات المتراكمة عبر العصور، ويسهم في تعزيز الهوية الثقافية والوحدة الإنسانية.
الجذور الشرعية لحماية التراث
تطرق الدكتور شوقي علام إلى البعد الديني والشرعي في حماية التراث، موضحًا أن الشريعة الإسلامية جاءت لصالح الإنسانية جمعاء، ولم تقتصر على حقبة زمنية معينة، بل راعت مصلحة البشر في كل العصور. وأشار إلى أن أحد طلابه أنجز رسالة دكتوراه بعنوان “حماية التراث في زمن الحروب”، أثبت فيها أن الفقه الإسلامي تناول هذه المسألة بعمق، ما يعكس اهتمام الإسلام بالحفاظ على كل ما ينفع البشرية.
التراث ذاكرة الأمة ومرآة تطورها
واختتم فضيلته بالتأكيد على أن التراث ليس مجرد أحجار أو نقوش، بل هو ذاكرة الأمة ووسيلة لفهم تطورها الحضاري، ومن ثم فإن حمايته تعني حماية الوعي الجمعي والهوية الثقافية للشعوب.