خصصت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 26 سبتمبر 2025، الموافق 4 ربيع الآخر 1447، لموضوع شديد الأهمية تحت عنوان “اليقين”، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز القيم الإيمانية ونشر الطمأنينة الروحية في المجتمع.
وتأتي هذه الخطبة في وقت يتزايد فيه الحديث عن تحديات فكرية ونفسية تواجه الشباب، من أبرزها ظاهرة الإلحاد وضعف الوعي الديني، وهو ما دفع الوزارة إلى التركيز على بناء الوعي العقلي والوجداني بأسلوب عقلاني رحيم بعيد عن التشدد أو الصدام.
وأكدت الأوقاف على ضرورة التزام الأئمة بنص الخطبة أو مضمونها على الأقل، وعدم تجاوز المدة الزمنية المحددة بـ15 دقيقة للخطبتين الأولى والثانية، حتى تصل الرسالة بشكل واضح ومؤثر للمصلين، مع التركيز على دور الأسرة والمجتمع في دعم شبابهم وتحفيزهم على التمسك بالقيم الدينية الصحيحة.
مضمون خطبة الجمعة الأولى
افتتح الخطباء الخطبة بالحمد والثناء على الله، والتأكيد على أن اليقين في الله حال شريف يثمر سكون القلب وطمأنينة الروح وراحة النفس. وتم شرح أن اليقين يعني استشعار وجود الله في كل تفاصيل الحياة، والإيمان بأن كل ما يحدث للإنسان من ابتلاءات ليس عبثاً وإنما لحكمة إلهية.
كما حذرت الخطبة من خطورة غياب اليقين الذي قد يؤدي إلى الشك والإلحاد، مشيرة إلى أن الأمية الدينية وانبهار بعض الشباب بحضارات أخرى بسبب غياب النموذج الحضاري الإسلامي يمثل خطراً على ثوابت الإيمان. ودعت الخطبة إلى التعامل مع الشباب برحمة وحوار هادئ، معتبرة أن الإلحاد المعاصر غالباً ما يكون أزمة قلب قبل أن يكون أزمة فكر.
الدعوة للحوار والتربية الرحيمة
شددت الخطبة على أهمية أن تكون الأسرة ملاذاً آمناً لأبنائها، وأن تجيب عن أسئلتهم الوجودية بصدر رحب وعقل واعٍ. وأكدت على ضرورة تقديم خطاب ديني يجمع بين نور الوحي وعمق العلوم المعاصرة لمعالجة قضايا العصر الفكرية والنفسية، محصناً الشباب من التيارات الفكرية الهدامة.
الخطبة الثانية: دور الأسرة وتنظيم حياتها
ركزت الخطبة الثانية على تنمية دور الأسرة كلبنة أساسية في بناء المجتمع، مؤكدة أن قوة الأسرة لا تقاس بكثرة عدد الأبناء بل بجودة تربيتهم وصحتهم وقدرتهم على الإسهام في بناء الوطن. واستشهد الخطباء بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول»، للتأكيد على المسؤولية العظيمة الواقعة على عاتق الوالدين في رعاية الأبناء.
كما تناولت الخطبة مفهوم تنظيم الأسرة كقرار يخدم مصلحة المجتمع على المدى البعيد، ويضمن توفير الرعاية الصحية والتربوية للأبناء، مشيرة إلى أن قوة الأمة تقاس بجودة أفرادها لا بكثرتهم العددية.
دعاء وختام
اختتمت الخطبة بالدعاء لمصر وأهلها بالأمن والأمان، وبسط اليقين والطمأنينة في قلوب العباد، داعية المصلين إلى التمسك بالقيم الإيمانية وجعل القرآن الكريم والذكر غذاءً للروح في مواجهة تحديات العصر.