شهدت البورصة المصرية في ختام جلسة تداولات الأمس حالة من الانتعاش الجماعي لمؤشراتها الرئيسية والفرعية، حيث أغلقت جميعها على ارتفاع ملحوظ، مدعومة بعمليات شراء من قبل المؤسسات المحلية والأجنبية، إضافة إلى تزايد ثقة المستثمرين مع تحسن مؤشرات السوق.

وأسفر الأداء الإيجابي عن تحقيق رأس المال السوقي مكاسب تجاوزت 21.3 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.585 تريليون جنيه، وهو ما يعكس استمرار الزخم الشرائي داخل السوق.
أداء المؤشر الرئيسي للسوق
سجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” صعودًا لافتًا بلغت نسبته 0.77%، حيث أنهى تعاملات الجلسة عند مستوى 36,670 نقطة. ويعد هذا المستوى إشارة مهمة على قوة الاتجاه الصاعد للمؤشر، خاصة بعد سلسلة من التذبذبات خلال الأسابيع الماضية.
كما ارتفع مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 0.66% ليصل إلى 45,049 نقطة، فيما صعد مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنفس نسبة المؤشر الرئيسي 0.77% ليغلق عند 16,484 نقطة.
ويرى محللون أن استمرار صعود المؤشرات الرئيسية يعكس حالة من الثقة المتنامية لدى المتعاملين، سواء الأفراد أو المؤسسات، خصوصًا مع التوقعات الإيجابية للأرباح الفصلية لعدد من الشركات الكبرى المدرجة.
ارتفاع مؤشرات الأسهم المتوسطة والصغيرة
لم يقتصر الأداء الإيجابي على الأسهم القيادية فحسب، بل امتد أيضًا ليشمل مؤشرات الأسهم الصغيرة والمتوسطة، فقد قفز مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” بنسبة 0.53% مسجلًا مستوى 11,018 نقطة، كما صعد مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 0.57% ليغلق عند مستوى 14,609 نقاط.
ويؤكد خبراء السوق أن صعود مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة يعكس تنوع السيولة داخل السوق، حيث لم تقتصر على الأسهم الكبرى وحدها، بل شملت أيضًا أسهم القطاعات المتنوعة التي عادة ما تجذب المستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية بديلة.
مقارنة بجلسة الاثنين
اللافت أن صعود جلسة الأمس جاء بعد جلسة إيجابية أخرى سبقتها بيوم واحد فقط، حيث ارتفعت مؤشرات البورصة المصرية بشكل جماعي أيضًا في ختام جلسة الاثنين 29 سبتمبر 2025. حينها، ربح رأس المال السوقي نحو 20.73 مليار جنيه ليصل إلى مستوى 2.564 تريليون جنيه.
وبالمقارنة، يتضح أن السوق أضاف خلال جلستين متتاليتين أكثر من 42 مليار جنيه لرأسماله السوقي، وهو ما يعزز الرؤية التفاؤلية لدى المتعاملين بشأن استمرار موجة الصعود الحالية.
مؤشرات ودلالات
يشير الأداء الحالي إلى أن البورصة المصرية تمر بمرحلة انتعاش ملحوظة، مدعومة بعوامل متعددة منها:
تزايد ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
تحسن نسبي في مؤشرات الاقتصاد الكلي.
توقعات إيجابية لنتائج أعمال العديد من الشركات.
توجه المؤسسات المالية نحو تعزيز مراكزها الشرائية.
ومن المتوقع أن يستمر الزخم الصعودي في الجلسات المقبلة حال استمرت هذه المعطيات، خاصة مع ترقب المستثمرين للأنباء المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والإصلاحات المالية التي تنعكس مباشرة على السوق.
نظرة مستقبلية
يرى محللون أن المؤشر الرئيسي قد يواصل اختبار مستويات جديدة من المقاومة في حال استمر الأداء الإيجابي للأسهم القيادية، بينما ستظل الأسهم الصغيرة والمتوسطة محط أنظار الأفراد الباحثين عن فرص سريعة لتحقيق مكاسب.
وبالرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، ينصح الخبراء بضرورة التحوط من تقلبات السوق عبر تنويع المحافظ الاستثمارية ومراقبة مستويات السيولة، خاصة أن الأسواق عادة ما تشهد موجات تصحيح بعد فترات الصعود المتواصل.