شهدت أسواق العملات الرقمية العالمية خلال الربع الثالث من عام 2025 تحولات بارزة على صعيد الأمن السيبراني والخسائر المالية الناتجة عن الهجمات الإلكترونية، لتكشف الأرقام عن مشهد معقد يجمع بين تراجع نسبي في حجم الخسائر الإجمالية، مقابل تصاعد في وتيرة ونوعية الهجمات التي باتت أكثر تنوعًا وانتشارًا.
ففي الوقت الذي انخفضت فيه الخسائر من 803 ملايين دولار في الربع الثاني إلى نحو 509 ملايين دولار في الربع الثالث، سجل شهر سبتمبر وحده نشاطًا غير مسبوق تمثل في وقوع 16 هجومًا تجاوزت قيمة كل منها مليون دولار، مما يشير إلى تحول في طبيعة التهديدات من عمليات ضخمة محدودة إلى هجمات متوسطة متكررة تستهدف منصات التداول ومشاريع التمويل اللا مركزي (DeFi).
تحول في طبيعة الهجمات الإلكترونية
أظهرت البيانات أن القراصنة بدأوا يغيرون استراتيجياتهم، حيث تحول التركيز من استغلال العقود الذكية إلى استهداف المحافظ الرقمية والأنظمة التشغيلية.
فقد تراجعت الخسائر الناتجة عن استغلال البرمجيات بشكل حاد من 272 مليون دولار في الربع الثاني إلى 78 مليون دولار فقط في الربع الثالث، وهو ما يعكس تحسنًا نسبيًا في أنظمة الحماية التقنية، لكنه لا يزال غير كافٍ لوقف تطور أساليب الاختراق.
خسائر منصات التداول ومشاريع التمويل اللا مركزي
تكبدت منصات التداول المركزية خسائر بلغت 182 مليون دولار، فيما وصلت خسائر مشاريع التمويل اللا مركزي إلى نحو 86 مليون دولار.
وكان أبرز تلك الحوادث اختراق منصة GMX v1 DEX التي فقدت 40 مليون دولار قبل أن يعيد المخترق الأموال مقابل مكافأة بلغت 5 ملايين دولار.
كما استهدفت الهجمات مشاريع ناشئة مثل Hyperliquid، إلى جانب مشاريع “RWA” المعنية بربط الأصول التقليدية بشبكات البلوكتشين، حيث بلغت خسائر الأخيرة نحو 14.6 مليون دولار خلال النصف الأول من العام.
دور مجموعات القرصنة المدعومة من دول
أوضحت التقارير أن نحو نصف هذه الخسائر تعود إلى مجموعات قرصنة مدعومة من كوريا الشمالية، الأمر الذي يعكس البعد الجيوسياسي للأمن السيبراني وخطورة التهديدات التي تتجاوز الأبعاد المالية لتشكل تهديدًا على مستوى عالمي.
دعوات لتعزيز إجراءات الحماية
حث خبراء الأمن السيبراني منصات التداول والمستخدمين على تشديد تدابير الأمان من خلال:
- تفعيل المصادقة متعددة العوامل (MFA).
- استخدام التخزين البارد لحفظ العملات.
- تكثيف عمليات التدقيق الأمني.
- رفع مستوى وعي المستخدمين بمخاطر التصيد والهندسة الاجتماعية.