تشهد صناعة الترفيه في لوس أنجلوس أزمة متفاقمة مع بداية الربع الأخير من عام 2025، وسط تراجع حاد في إنتاج الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ما يهدد آلاف الوظائف ويُعيد رسم مستقبل صناعة الترفيه الأميركية.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها الصادر في 4 أكتوبر، أن مدينة هوليوود، التي لطالما كانت القلب النابض لصناعة السينما، تعاني حاليًا من انخفاض غير مسبوق في حجم الإنتاج الفني، نتيجة إضرابات متكررة لنقابات الكتاب والممثلين، وارتفاع كبير في تكاليف التصوير، فضلًا عن تحول السوق نحو منصات البث الرقمي العالمية.
تراجع في الإنتاج المحلي
تشير البيانات إلى أن إنتاج الأفلام انخفض بنسبة 27% مقارنة بعام 2023، بينما تراجع إنتاج المسلسلات التلفزيونية بنسبة 33%. ويُرجع المنتجون هذا الانخفاض إلى مزيج من التكاليف المرتفعة، وإحجام المستثمرين عن ضخ أموالهم وسط حالة من عدم اليقين السياسي والنقابي.
آثار اقتصادية واجتماعية
تراجعت مساهمة صناعة الترفيه في الناتج المحلي لولاية كاليفورنيا بنحو 1.5% خلال الأشهر التسعة الماضية. كما تم تسريح آلاف العاملين في مجالات الإضاءة، المكياج، التصوير، والمؤثرات البصرية. وتشير نقابة المنتجين الأميركيين إلى أن أكثر من 18 ألف فني وتقني فقدوا وظائفهم منذ بداية العام.
صعود البدائل الإقليمية
تزايدت وتيرة انتقال شركات الإنتاج الكبرى إلى ولايات مثل جورجيا وتكساس، وحتى خارج البلاد مثل كندا والمكسيك، حيث تكاليف التصوير أقل وبيئة العمل أقل اضطرابًا. هذا النزوح أدى إلى فقدان لوس أنجلوس لمكانتها كمركز الإنتاج الأول عالميًا.
مستقبل قاتم أم فرصة للتجديد؟
يرى بعض المحللين أن هذه الأزمة قد تكون دافعًا لإعادة هيكلة صناعة الترفيه الأميركية، والبحث عن نماذج أكثر استدامة وتنوعًا، خاصة في ظل صعود الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصوير.