شهدت البورصة المصرية ارتفاعًا جماعيًا ملحوظًا في مؤشرات الأداء بنهاية تعاملات جلسة أمس الأحد، وسط حالة من التفاؤل النسبي بين المستثمرين واستمرار الزخم الشرائي على عدد من الأسهم القيادية والصغيرة والمتوسطة. وأسفرت التعاملات عن مكاسب سوقية تجاوزت 23.3 مليار جنيه، ليغلق رأس المال السوقي للأسهم المدرجة عند مستوى 2.619 تريليون جنيه، مواصلًا بذلك رحلة الصعود التي بدأها منذ مطلع أكتوبر الجاري.

ويأتي هذا الأداء الإيجابي في ظل تحسن نسبي في شهية المستثمرين نحو الأسهم المحلية، خاصة بعد استقرار أسعار صرف العملات الأجنبية وهدوء موجات التضخم خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما شجع العديد من المؤسسات المحلية والأجنبية على ضخ سيولة جديدة في السوق.
صعود جماعي للمؤشرات الرئيسية
أنهى المؤشر الرئيسي «إيجي إكس 30» تعاملات الجلسة على ارتفاع بنسبة 0.84% ليغلق عند مستوى 37,210 نقاط، مدعومًا بمشتريات قوية على أسهم البنوك الكبرى وشركات الاتصالات والموارد الأساسية. كما صعد مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنسبة 0.65% ليغلق عند مستوى 45,472 نقطة، في حين حقق مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» مكاسب نسبتها 0.85% ليصل إلى 16,727 نقطة.
ويرى محللون ماليون أن استمرار الأداء الإيجابي للمؤشر الرئيسي يعكس ثقة المستثمرين في السوق المصرية، خاصة مع ارتفاع وتيرة النشاط في قطاعات البنوك والطاقة والبتروكيماويات. كما أشاروا إلى أن السيولة اليومية المتدفقة نحو الأسهم الكبرى تُظهر تحسنًا واضحًا في اتجاهات المؤسسات وصناديق الاستثمار المحلية.
الأسهم الصغيرة والمتوسطة تقود المكاسب
لم تقتصر موجة الصعود على الأسهم القيادية، بل امتدت لتشمل قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي شهد نشاطًا قويًا وارتفاعات جماعية. فقد قفز مؤشر «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنسبة 1.96% ليغلق عند 11,250 نقطة، بينما ارتفع مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 1.64% ليصل إلى 14,869 نقطة، وهو ما يعكس زيادة إقبال المستثمرين الأفراد على التداول في هذه الشريحة من الأسهم.
وأوضح خبراء سوق المال أن تحركات المؤشرات الثانوية تشير إلى حالة من التوازن في السوق، حيث تتنوع فرص الاستثمار بين الأسهم الكبرى والصغرى على حد سواء، في ظل توقعات باستمرار الأداء الإيجابي خلال الجلسات المقبلة، خاصة مع اقتراب موسم الإفصاح عن نتائج أعمال الشركات للربع الثالث من العام.
أداء أسبوعي قوي ومكاسب تفوق 68 مليار جنيه
على صعيد الأداء الأسبوعي، سجل رأس المال السوقي للأسهم المدرجة ارتفاعًا بنسبة 2.8% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتبلغ مكاسبه نحو 68.1 مليار جنيه، بعدما أغلق تعاملات الأسبوع السابق عند مستوى 2.595 تريليون جنيه. وتُعد هذه القفزة الأسبوعية من أكبر المكاسب المسجلة خلال الشهور الأخيرة، مدعومة بعمليات شراء انتقائية من المستثمرين المحليين والعرب.
ويرى مراقبون أن البورصة المصرية تمضي بخطى ثابتة نحو استعادة مستوياتها التاريخية التي فقدتها خلال فترات التقلبات الاقتصادية السابقة، مع وجود توقعات باستمرار تدفقات السيولة الأجنبية عقب تحسن النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري وبدء تنفيذ عدد من الإصلاحات المالية والهيكلية.
كما يُرجح خبراء التحليل الفني أن المؤشر الرئيسي قد يختبر مستويات جديدة تتجاوز 37,500 نقطة على المدى القصير، في حال استمر الزخم الشرائي واستقرار أحجام التداول عند معدلاتها المرتفعة الحالية.
توقعات إيجابية للجلسات المقبلة
من المنتظر أن تواصل البورصة المصرية أداءها الإيجابي خلال الأسبوع الجاري، في ظل تزايد اهتمام المستثمرين بقطاعات الطاقة والبنوك والعقارات، مع ترقب السوق لإعلانات الشركات عن نتائج أعمالها الفصلية التي قد تمنح دفعة إضافية للأسهم القيادية.
ويؤكد خبراء المال أن المرحلة الحالية تمثل فرصة مناسبة لإعادة بناء المحافظ الاستثمارية، خاصة مع وضوح الاتجاه الصاعد للسوق وهدوء العوامل الخارجية الضاغطة. كما أن استمرار التحسن في مؤشرات الأداء الاقتصادي المحلي يعزز فرص استقرار السوق على المدى المتوسط والطويل.