أعلن البنك المركزي المصري أن صافي الاحتياطيات الأجنبية ارتفع ليسجل 49.534 مليار دولار في نهاية سبتمبر 2025 مقابل 49.251 مليار دولار في أغسطس من العام نفسه، وهو ما يعكس تحسنًا طفيفًا في قدرة الدولة على الحفاظ على استقرارها المالي وسط التحديات الاقتصادية العالمية. ويعكس هذا الارتفاع زيادة قدرها نحو 283 مليون دولار خلال شهر واحد، بما يعزز من ثقة الأسواق في صلابة الاقتصاد المصري.
يمثل مستوى الاحتياطي الأجنبي الحالي مؤشرًا مهمًا على استقرار الوضع النقدي، حيث يغطي ما يزيد عن سبعة أشهر من الواردات الأساسية، وهو معدل يفوق المستوى الآمن عالميًا الذي يقدر بثلاثة أشهر فقط. هذا التطور يمنح البنك المركزي مساحة أوسع لإدارة سياسات النقد الأجنبي ودعم استقرار سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، كما يبعث برسائل طمأنة للمستثمرين والمؤسسات المالية الدولية بشأن قوة المركز المالي للدولة.
ويرجع ارتفاع الاحتياطي الأجنبي إلى مجموعة من العوامل أبرزها استمرار تدفقات النقد الأجنبي من مصادر متنوعة مثل إيرادات السياحة، وتحويلات المصريين بالخارج، وإيرادات قناة السويس، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية التي ساهمت في تحسين بيئة الاستثمار وزيادة الثقة في السوق المحلية. كما ساعدت السياسات الحكومية في الحفاظ على التوازن بين الاحتياجات التمويلية ومتطلبات الاستيراد، وهو ما انعكس إيجابًا على مؤشرات الاستقرار المالي.
ورغم التحسن الملحوظ في أرقام الاحتياطي، لا تزال هناك تحديات قائمة تتمثل في ارتفاع فاتورة الواردات وزيادة أسعار الطاقة عالميًا، بالإضافة إلى الحاجة لمزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدعم معدلات النمو. ومع ذلك فإن استمرار الاتجاه الصعودي للاحتياطيات يظل عنصرًا داعمًا لمسار الإصلاح الاقتصادي ويعزز قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الخارجية.
في المجمل، فإن ارتفاع صافي الاحتياطيات الأجنبية لمصر إلى 49.534 مليار دولار في سبتمبر 2025 يعد إشارة إيجابية على قوة الاقتصاد المصري واستمرار الدولة في تحقيق تقدم تدريجي نحو تعزيز الاستقرار المالي، كما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز ثقة المستثمرين والأسواق العالمية في قدرة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.