شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الإثنين ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، بعد إعلان تحالف “أوبك+” عن زيادة محدودة في إنتاج النفط الخام، جاءت أقل من التوقعات التي كانت تترقبها الأسواق خلال الأسابيع الماضية.
القرار المفاجئ دفع المتعاملين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية بسرعة، في ظل مؤشرات تعكس استمرار الحذر تجاه مستقبل المعروض العالمي من النفط، لا سيما في ظل تباين التقديرات بشأن توازن العرض والطلب خلال الفترة المقبلة.
فقد صعد خام برنت إلى نحو 65 دولارًا للبرميل، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 62 دولارًا للبرميل، وسط نشاط غير معتاد في الجلسة الآسيوية، حيث تم تداول ما يقرب من 2000 عقد خلال الدقائق الخمس الأولى من التداولات، وفقًا لتقرير وكالة “بلومبرج”.
ويرى كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة “بيبرستون”، أن الزيادة المحدودة في الإنتاج جاءت “أقل من توقعات السوق بوضوح”، ما جعل تحركات الأسعار الأخيرة تعكس تعديل المتعاملين لمراكزهم التكتيكية تحسبًا لاحتمالات ارتفاع الأسعار مستقبلاً.
تحالف “أوبك+” يقر زيادة جديدة في الإنتاج بدءًا من نوفمبر
في اجتماع افتراضي عُقد يوم الأحد، ضم كبار المنتجين من السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عمان، أعلن تحالف “أوبك+” عن زيادة إضافية للإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا تبدأ في نوفمبر المقبل.
وأكدت وزارة الطاقة السعودية أن القرار يستند إلى النظرة المستقرة للاقتصاد العالمي وإلى الأسس الإيجابية للسوق، التي تعززها انخفاض المخزونات البترولية. كما شدد البيان على استمرار الاجتماعات الشهرية للتحالف لمتابعة تطورات السوق ومستوى الالتزام بخطط الإنتاج والتعويض.
استمرار خطة إعادة ضخ الإمدادات تدريجيًا
تأتي الزيادة الجديدة ضمن خطة مستمرة لإعادة ضخ شريحة من الإمدادات تبلغ 1.65 مليون برميل يوميًا، بدأت الشهر الماضي بإضافة أولية قدرها 137 ألف برميل يوميًا.
وكان التحالف قد أنهى في أغسطس الماضي عمليًا تخفيضات تطوعية التزمت بها ثماني دول منذ عام 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، عبر زيادة الإنتاج حينها بمقدار 547 ألف برميل يوميًا.
وأوضح التحالف أنه قد يعيد تطبيق التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 1.65 مليون برميل بشكل جزئي أو كلي حسب تطورات السوق العالمية، لافتًا إلى أن الاجتماع المقبل للدول الأعضاء الثماني سيُعقد في 2 نوفمبر 2025.
توقعات الطلب العالمي على النفط حتى 2026
وفي سياق متصل، رفعت منظمة “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال عام 2026 إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، بزيادة 100 ألف برميل عن تقديرات الشهر السابق، بينما أبقت على توقعاتها لنمو الطلب في عام 2025 عند 1.3 مليون برميل يوميًا للشهر الخامس على التوالي.
ورغم هذا التفاؤل النسبي، فقد شهدت أسعار الخام تراجعًا خلال العام الحالي، حيث انخفضت بنسبة 8% الأسبوع الماضي، نتيجة مخاوف من فائض في الإمدادات العالمية يتجاوز مستويات الطلب.
مخاوف من فائض إنتاج في الأسواق العالمية
وفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع أن يشهد عام 2026 فائضًا سنويًا قياسيًا في الإمدادات النفطية، وهو ما يرجح استمرار الضغوط الهبوطية على الأسعار في حال لم يتم ضبط مستويات الإنتاج بما يتناسب مع وتيرة الطلب.
كما رجحت عدة بنوك أمريكية أن تشهد أسعار النفط انخفاضًا خلال الأشهر المقبلة، في ظل اختلال توازن السوق وضعف وتيرة الطلب العالمي، رغم الجهود التي يبذلها تحالف “أوبك+” لتحقيق استقرار الأسعار والحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.