بمناسبة احتفالات مصر بذكرى نصر أكتوبر المجيد الثانية والخمسين، أكدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية استمرار جهود الدولة في تنفيذ خطة شاملة لتنمية شبه جزيرة سيناء، في إطار استراتيجية متكاملة تستهدف تحسين مستوى المعيشة وتعزيز البنية التحتية ودعم القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وتقدمت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، بالتهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، والقوات المسلحة، والشعب المصري بهذه المناسبة الوطنية، مشيرة إلى أن الدولة أولت أولوية استثنائية لتنمية سيناء منذ عام 2014، عبر تنفيذ ملحمة وطنية من المشروعات العملاقة في مجالات الزراعة والمياه والبنية التحتية والتعليم والسياحة.
مشروعات المياه والزراعة.. قلب التنمية في سيناء
أوضحت الوزيرة أن الدولة نفذت أكثر من 20 مشروعًا تنمويًا ضمن برنامج متكامل لتطوير سيناء، كان في مقدمتها محطة المعالجة الثلاثية لمياه صرف المحسمة بطاقة مليون متر مكعب يوميًا، والتي تسهم في استصلاح نحو 250 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية وتوفير أكثر من 160 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
كما تم تنفيذ مشروع قناة السحارة لنقل مليون متر مكعب من المياه يوميًا لري 60 ألف فدان، إلى جانب محطة معالجة مصرف بحر البقر بطاقة 5 ملايين متر مكعب يوميًا، التي تساهم في استصلاح 400 ألف فدان، ما يجعلها من أكبر محطات المعالجة في العالم.
تطوير منظومة المياه والتحلية لخدمة المدن السيناوية
وفي مجال المياه، تم تنفيذ مشروع تطوير منظومة مياه الشرب بمدينة العريش لتأمين احتياجات السكان في خمس مناطق رئيسية وتقليل الفاقد المائي.
كما شملت المشروعات إنشاء خمس محطات لتحلية مياه البحر بمحافظة جنوب سيناء في مدن (رأس سدر – أبو زنيمة – دهب – نويبع – الطور) بطاقة إجمالية 80 ألف متر مكعب يوميًا، بالإضافة إلى محطة تحلية شرق بورسعيد بطاقة 150 ألف متر مكعب يوميًا لتلبية احتياجات المدينة الجديدة من مياه الشرب.
الاستثمارات الحكومية في شمال وجنوب سيناء 2025/2026
وفقًا لخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025/2026، بلغت الاستثمارات الحكومية المخصصة لتنمية شمال سيناء نحو 6.6 مليار جنيه، استحوذ قطاع الزراعة على 21.7% منها، يليه قطاع الصحة بنسبة 19.5%، ثم قطاع التشييد والبناء بنسبة 17.4%.
وفي جنوب سيناء، بلغت الاستثمارات الحكومية حوالي 3.6 مليار جنيه، تصدرها قطاع النقل والتخزين بنسبة 20.5%، يليه قطاع الصحة بـ18.7%، ثم المياه بـ13.8%، والتعليم بـ12.4%، في إطار خطة الدولة لتحقيق تنمية متوازنة في مختلف المحافظات.
مشروعات شمال سيناء.. الزراعة والتعليم في صدارة الأولويات
تتضمن خطة 2025/2026 في شمال سيناء تنفيذ مشروعات متعددة في مجالات الزراعة والري ومياه الشرب والصرف الصحي، من أبرزها:
- إنشاء شبكات صرف مغطى لزمام 6300 فدان.
- تأهيل منشآت الري وحفر آبار جوفية جديدة.
- تنفيذ مشروعات إحلال وتجديد شبكات المياه في مراكز (الحسنة – العريش – نخل – الشيخ زويد – بئر العبد – رفح).
وفي مجال الصرف الصحي، يجري تنفيذ مشروعات متكاملة تشمل إنشاء محطات معالجة وشبكات انحدار وخطوط طرد في مدن بئر العبد والشيخ زويد والحسنة ونخل.
كما تشمل الخطة إنشاء كلية الحاسبات والمعلومات بالعريش، وتطوير مستشفى العريش العام، وإنشاء مستشفيات رفح الجديدة ونخل، إضافة إلى تحديث مدارس التعليم الأساسي والفني بما يتناسب مع احتياجات التنمية المحلية.
مشروعات جنوب سيناء.. جامعات ومستشفيات ومحطات تحلية
في جنوب سيناء، تتضمن الخطة استكمال إنشاء محطات تحلية مياه البحر في مدينتي دهب ونويبع بطاقة 15 ألف متر مكعب يوميًا لكل محطة، بالإضافة إلى إنشاء جامعة سلمان بن عبدالعزيز وتطوير المدارس الفنية والإدارات التعليمية.
كما يجري استكمال إنشاء مستشفيات أبو رديس العام ودهب المركزي وسانت كاترين وطابا، إلى جانب مشروعات إحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي في مختلف المدن، وإنشاء محطات معالجة جديدة في شرم الشيخ والطور وطابا.
مركز خدمات مصر بالعريش.. نقلة نوعية في الخدمات الحكومية
وفي سياق متصل، كشفت الدكتورة رانيا المشاط عن قرب الانتهاء من تنفيذ مركز خدمات مصر بمدينة العريش، كأول مركز نموذجي لتقديم الخدمات الحكومية المتكاملة في شمال سيناء، موضحة أنه سيضم أكثر من 156 خدمة تشمل الشهر العقاري والأحوال المدنية والمرور في موقع واحد.
ويهدف المركز إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتقليل زمن إنجاز المعاملات، ما يمثل نقلة نوعية في منظومة الخدمات الحكومية داخل المحافظة.
سيناء.. من ساحة معركة إلى نموذج للتنمية المستدامة
وأكدت الوزيرة أن ما تشهده سيناء اليوم هو تحقيق عملي لرؤية مصر 2030، بتحويلها من أرض المعارك إلى أرض التنمية المستدامة، موضحة أن الدولة ماضية في تعمير سيناء وتعزيز مكانتها كجسر للتواصل بين مصر وآسيا وإفريقيا، بما يسهم في دعم الأمن القومي والتنمية الاقتصادية معًا.
