شهدت البورصة المصرية موجة صعود جماعية في ختام تعاملات جلسة أمس الأربعاء 8 أكتوبر 2025، مدعومة بعمليات شراء ملحوظة من قبل المؤسسات المحلية والأجنبية، لترتفع مؤشرات السوق كافة وتضيف نحو 14.910 مليار جنيه إلى رأس المال السوقي، الذي أنهى تعاملاته عند مستوى 2.642.115 تريليون جنيه، مقابل 2.627.205 تريليون جنيه في الجلسة السابقة، بما يعكس عودة حالة التفاؤل والثقة بين المستثمرين بعد فترة من التذبذب النسبي خلال الأيام الماضية.
ارتفاع المؤشر الرئيسي وتفوق أداء الأسهم القيادية
واصل المؤشر الرئيسي «إيجي إكس 30» أداءه الإيجابي، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.75% ليغلق عند مستوى 37376 نقطة، مدعومًا بمكاسب قوية في عدد من الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والاتصالات والعقارات والطاقة.

كما سجل مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» زيادة بنحو 0.73% ليصل إلى 45639 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة 0.74% ليغلق عند 16801 نقطة، مما يعكس تعافي الأسهم الكبرى وارتفاع أحجام التداول مقارنة بجلسات الأسبوع الماضي.
ويرى محللون أن صعود المؤشر الرئيسي يعكس استمرار ثقة المستثمرين في السوق المصري، خاصة بعد صدور مؤشرات اقتصادية إيجابية حول تحسن الأداء المالي لبعض الشركات المدرجة، فضلًا عن استقرار أسعار الصرف وعودة بعض الاستثمارات المؤسسية الأجنبية إلى السوق.
كما ساهمت الأخبار الإيجابية حول استقرار أسعار الفائدة وتوقعات استمرارها دون تغيير في دعم شهية المستثمرين نحو الأسهم القيادية ذات التوزيعات الجيدة.
تحركات متباينة للمؤشرات الثانوية وسط تداولات هادئة
أما على مستوى الأسهم الصغيرة والمتوسطة، فقد شهدت تعاملات أمس تحركات محدودة وتباينًا في الأداء، إذ ارتفع مؤشر «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنسبة طفيفة بلغت 0.03% ليغلق عند مستوى 11342 نقطة، بينما صعد مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 0.12% ليغلق عند 14972 نقطة.
ويشير خبراء السوق إلى أن هذه الارتفاعات المحدودة في المؤشرات الثانوية تعكس حالة من الترقب بين المستثمرين الأفراد، الذين يفضلون حاليًا انتظار اتجاهات السوق العامة قبل العودة إلى عمليات الشراء المكثفة في أسهم المضاربات.
وأوضح محللون فنيون أن الأداء المتباين بين المؤشرات الكبرى والثانوية طبيعي في ظل ميل السيولة إلى التحرك نحو الأسهم ذات الوزن النسبي الأكبر، والتي تشهد استقرارًا ماليًا أكبر مقارنة بالشركات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في ظل ترقب المستثمرين لإعلانات نتائج أعمال الربع الأخير من العام المالي الجاري.
مكاسب رأس المال السوقي تعزز الثقة وتفتح آفاقًا جديدة
إجمالًا، تمكنت البورصة المصرية خلال جلسة الأربعاء من استعادة مسارها الصاعد بعد مكاسب الجلسة السابقة التي سجلت خلالها زيادة بنحو 7.521 مليار جنيه ليغلق رأس المال السوقي عند 2.627.205 تريليون جنيه، قبل أن تضيف جلسة أمس نحو 14.910 مليار جنيه إضافية.
وتشير هذه الأرقام إلى تحسن تدريجي في سيولة السوق، وتنامي اهتمام المؤسسات المحلية والعربية بالأسهم ذات العوائد المستقرة، خاصة في قطاعات البنوك والخدمات المالية والطاقة.
ويرى خبراء المال أن استمرار الأداء الإيجابي للبورصة في الجلسات المقبلة مرتبط بمدى قدرة السوق على الحفاظ على مستويات الدعم الحالية فوق حاجز 37 ألف نقطة للمؤشر الرئيسي، مؤكدين أن تجاوز هذه المستويات سيعزز فرص اختباره لمستويات جديدة قد تصل إلى 38 ألف نقطة على المدى القصير، في حال استمرار الزخم الشرائي والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية.
واختتمت جلسة التداول وسط تفاؤل نسبي بين المتعاملين وإقبال على الشراء الانتقائي، مع توقعات باستمرار الاتجاه الصاعد على المدى القريب، خاصة مع استقرار الأوضاع الاقتصادية وهدوء المخاوف المتعلقة بالتقلبات العالمية، وهو ما يجعل السوق المصري من أكثر الأسواق جاذبية في المنطقة خلال الربع الأخير من عام 2025.