شهدت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعًا جماعيًا في ختام تعاملات جلسة الأمس، وسط أداء إيجابي من غالبية الأسهم القيادية، واستمرار حالة التفاؤل في السوق نتيجة تحسن السيولة واتجاه المستثمرين إلى اقتناص الفرص الشرائية.

وأنهت مؤشرات البورصة تعاملاتها على مكاسب قوية، لتضيف نحو 14.693 مليار جنيه إلى رأس المال السوقي، الذي أغلق عند مستوى 2.656 تريليون جنيه، مقابل 2.642 تريليون جنيه في نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس استمرار الزخم الشرائي وتحسن ثقة المستثمرين في السوق المحلي.
استقرار المؤشر الرئيسي وصعود باقي المؤشرات
أنهى المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» تعاملات الجلسة عند مستوى 37,378 نقطة، مستقرًا دون تغيير يُذكر مقارنة بجلسة التداول السابقة، في حين واصل مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» أداءه الإيجابي مرتفعًا بنسبة 0.39% ليصل إلى مستوى 45,816 نقطة.
كما صعد مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة طفيفة بلغت 0.01% ليغلق عند 16,802 نقطة، ما يشير إلى استمرار الأداء المتوازن للشركات الكبرى، خاصة في قطاعات البنوك والعقارات والاتصالات التي حافظت على استقرارها النسبي.
ويُرجع عدد من الخبراء هذا الأداء المتزن للمؤشر الرئيسي إلى حركة تجميعية هادئة يقوم بها المستثمرون الأجانب والمؤسسات المحلية في أسهم منتقاة، مع ترقبهم لبيانات اقتصادية جديدة قد تؤثر على اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع التغيرات الأخيرة في أسعار الفائدة وسعر الصرف.
مكاسب واضحة في مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة
في المقابل، واصل مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» أداءه الإيجابي خلال تعاملات الأمس، ليغلق مرتفعًا بنسبة 0.09% عند مستوى 11,352 نقطة، بدعم من عمليات شراء قوية من المستثمرين الأفراد على أسهم القطاعات الصناعية والخدمية.
كما ارتفع مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 0.57% ليغلق عند 15,058 نقطة، مسجلًا مكاسب ملحوظة مقارنة بالجلسات السابقة، وسط نشاط واضح في التداولات اليومية وتزايد أحجام التعامل على عدد من الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
ويرى محللون أن هذا الأداء يعكس حالة من التنوع في استراتيجيات المستثمرين داخل السوق، حيث اتجهت المؤسسات نحو الأسهم القيادية المستقرة، في حين واصل الأفراد توجيه استثماراتهم نحو الأسهم الأقل سعرًا ذات الفرص السريعة لتحقيق أرباح قصيرة المدى.
أداء أسبوعي قوي يعزز الثقة في السوق
من ناحية أخرى، أظهرت بيانات البورصة أن رأس المال السوقي للأسهم المدرجة سجل خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا نسبته 1.8%، محققًا مكاسب بلغت نحو 46.3 مليار جنيه، بعدما أغلق الأسبوع عند مستوى 2.642 تريليون جنيه.
ويعكس هذا الأداء الأسبوعي الإيجابي استمرار الاتجاه الصاعد الذي بدأته السوق منذ بداية أكتوبر، مدعومًا بتحسن معنويات المستثمرين وازدياد النشاط في التداولات اليومية.
ويرى محللون ماليون أن استمرار تدفق السيولة داخل السوق وتزايد أحجام التداول، إلى جانب ارتفاع المؤشرات بشكل متوازن، يُعد مؤشرًا على مرحلة من الاستقرار النسبي، رغم بعض التذبذبات الطفيفة المتوقعة في الجلسات المقبلة نتيجة عمليات جني الأرباح.
وأكد الخبراء أن البورصة المصرية ما زالت تتمتع بجاذبية قوية في ظل التقييمات المنخفضة للأسهم مقارنة بالقيمة العادلة، مما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين المحليين والعرب على السواء، خاصة مع الدعم الحكومي المستمر للقطاع المالي وسعي الدولة لزيادة الطروحات العامة وتحفيز الاستثمار غير المباشر.