شهدت البورصة المصرية في ختام تعاملات جلسة الاثنين 13 أكتوبر 2025 أداءً إيجابيًا قويًا، حيث ارتفعت جميع المؤشرات بشكل جماعي، في استمرار لموجة التعافي التي تشهدها السوق خلال الأسابيع الأخيرة. وتمكن رأس المال السوقي من تحقيق مكاسب ضخمة بلغت 12.120 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.668.928 تريليون جنيه، مواصلاً مسيرة الصعود التي بدأت منذ بداية الأسبوع، وسط حالة من التفاؤل بين المستثمرين المحليين والعرب والأجانب.

ويأتي هذا الأداء الإيجابي امتدادًا لصعود جلسة أمس الأحد، التي شهدت أيضًا ارتفاعات جماعية في المؤشرات، وربح رأس المال السوقي خلالها نحو 14.693 مليار جنيه ليغلق عند 2.656.808 تريليون جنيه، ما يعكس استمرار الزخم الشرائي وعودة الثقة إلى السوق بعد فترة من التذبذب النسبي.
أداء المؤشرات الرئيسية
ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية (إيجي إكس 30) بنسبة 0.08%، ليغلق عند مستوى 37,409 نقطة، مواصلاً المكاسب الطفيفة التي بدأها في بداية الأسبوع. كما صعد مؤشر إيجي إكس 30 محدد الأوزان بنسبة 0.09% ليصل إلى 45,857 نقطة، في حين حقق مؤشر إيجي إكس 30 للعائد الكلي ارتفاعًا مماثلًا بنسبة 0.08% ليغلق عند 16,841 نقطة.
ويعكس هذا الصعود المتتالي للمؤشرات الكبرى حالة من الاستقرار النسبي في سلوك المستثمرين الكبار والمؤسسات، الذين فضلوا الاحتفاظ بمراكزهم المالية أو زيادة استثماراتهم تدريجيًا في أسهم الشركات القيادية، خاصة في قطاعات البنوك والعقارات والطاقة، والتي تشهد اهتمامًا متزايدًا من جانب المتعاملين خلال الفترة الحالية.
صعود قوي لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة
أما على مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد جاء الأداء أكثر نشاطًا ووضوحًا، حيث قفز مؤشر إيجي إكس 70 متساوي الأوزان بنسبة 1.1% ليغلق عند 11,477 نقطة، في حين ارتفع مؤشر إيجي إكس 100 متساوي الأوزان بنسبة 0.81% ليصل إلى 15,180 نقطة.
ويرى محللون أن المكاسب القوية لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة تأتي نتيجة عودة المضاربات النشطة إلى تلك الشريحة من الأسهم، بجانب اهتمام المستثمرين الأفراد بتحقيق مكاسب سريعة بعد فترة من التراجع النسبي في أحجام التداول. كما ساهمت تحركات السيولة نحو أسهم القطاعات الدفاعية مثل الأغذية والكيماويات في تعزيز الصعود الجماعي.
العوامل الداعمة لصعود السوق
ويُرجع خبراء السوق هذا الأداء الإيجابي إلى عدة عوامل، أبرزها تحسن معنويات المستثمرين بعد استقرار سعر الصرف وهدوء نسبي في الأسواق العالمية، إلى جانب تزايد التوقعات بشأن انخفاض أسعار الفائدة خلال الربع الأخير من العام، وهو ما يعزز جاذبية الاستثمار في الأسهم.
كما أشار المحللون إلى أن السيولة المتدفقة من المؤسسات المحلية ساهمت بشكل كبير في دعم المؤشرات، خاصة في ظل اتجاه بعض المحافظ الاستثمارية إلى إعادة هيكلة مراكزها المالية استعدادًا للمرحلة المقبلة.
نظرة مستقبلية متفائلة
ويتوقع عدد من الخبراء استمرار الأداء الإيجابي للبورصة المصرية خلال الجلسات المقبلة، مع ترقب المستثمرين لمجموعة من الأخبار الاقتصادية المنتظرة، خاصة ما يتعلق بملف الطروحات الحكومية وتطورات الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما توقعوا أن يواصل المؤشر الرئيسي إيجي إكس 30 التحرك في نطاق عرضي صاعد على المدى القصير بين 37 ألفًا و38 ألف نقطة، مع احتمالات باختراق مستويات مقاومة جديدة إذا استمرت السيولة القوية داخل السوق.
في المجمل، يمكن القول إن جلسة الاثنين جاءت لتؤكد أن السوق المصري يسير في اتجاه إيجابي مستدام، مدعومًا بمؤشرات فنية واقتصادية مشجعة، وبعودة الثقة التدريجية للمستثمرين في واحدة من أهم الأسواق الناشئة بالمنطقة.