شهدت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعًا جماعيًا في ختام تعاملات جلسة أمس الأربعاء، لتواصل مسيرة التعافي وتحقيق المكاسب بعد تذبذب استمر خلال الأيام الماضية، إذ نجحت السوق في إنهاء التداولات على صعود واضح في المؤشرات كافة، مدعومة بمشتريات محلية وعربية قوية، قابلها تراجع طفيف في القوى البيعية من قبل المستثمرين الأجانب.

ووفقًا لبيانات البورصة، ربح رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 14.341 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.679.090 تريليون جنيه، مقارنةً بنحو 2.664.749 تريليون جنيه خلال الجلسة السابقة، مما يعكس تحسنًا في شهية المخاطرة لدى المستثمرين وعودة الثقة التدريجية إلى السوق.
صعود المؤشر الرئيسي بدعم من الأسهم القيادية
واصل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» أداءه الإيجابي، حيث ارتفع بنسبة 0.52% ليغلق عند مستوى 37,654 نقطة، مستفيدًا من صعود عدد من الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والعقارات والبتروكيماويات. كما صعد مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنحو 0.33% ليصل إلى مستوى 46,042 نقطة، في حين زاد مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة مماثلة بلغت 0.52%، مسجلًا 16,957 نقطة عند الإغلاق.
ويرى محللون أن هذه المكاسب جاءت نتيجة تحركات شرائية من المؤسسات المحلية وبعض الصناديق العربية، في ظل تقييمات جذابة لعدد من الأسهم الكبرى بعد موجة الهبوط الأخيرة. كما ساهم استقرار سعر الصرف النسبي، وتراجع المخاوف بشأن التضخم العالمي، في تحسين المعنويات داخل السوق المصرية.
من جانبه، أوضح عدد من خبراء سوق المال أن المؤشر الرئيسي تمكن من الحفاظ على مستويات الدعم القريبة من 37 ألف نقطة، مما عزز فرص الارتداد الصعودي قصيرة الأجل. كما أشاروا إلى أن الأداء الإيجابي للقطاعات المالية والبنكية كان له أثر واضح في رفع المؤشر العام، خاصةً مع إعلان بعض الشركات عن نتائج أعمال قوية فاقت توقعات المستثمرين.
تفوق الأسهم الصغيرة والمتوسطة يعزز الأداء العام للسوق
لم تقتصر موجة الصعود على الأسهم القيادية فقط، بل شملت أيضًا مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي شهدت أداءً لافتًا خلال جلسة الأمس. فقد قفز مؤشر «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» بنحو 0.94% ليغلق عند مستوى 11,566 نقطة، مدفوعًا بتحركات شرائية نشطة من المستثمرين الأفراد على عدد من أسهم المضاربة والأسهم ذات القيم السوقية الصغيرة. كما ارتفع مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 0.73% ليغلق عند 15,273 نقطة، مما يؤكد اتساع نطاق الصعود داخل السوق.
ويؤكد خبراء أن هذا النشاط يعكس عودة شهية التداول لدى شريحة المستثمرين الأفراد، الذين كانوا قد اتجهوا سابقًا إلى التحفظ والترقب في ظل تذبذب الأداء العام للسوق خلال الأسابيع الماضية. كما ساعد تحسن أحجام التداولات والسيولة النسبي في دعم الاتجاه الصاعد للأسهم الصغيرة والمتوسطة، مع توقعات بمزيد من الزخم خلال الجلسات المقبلة إذا ما استمر الاستقرار في العوامل الاقتصادية الكلية.
نظرة مستقبلية إيجابية مع توقعات بمزيد من المكاسب
ويرجح محللون أن يواصل السوق المصري مساره الإيجابي خلال الجلسات المقبلة، بدعم من تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، واستمرار تدفق الاستثمارات في قطاعات البنية التحتية والعقارات والطاقة. كما يتوقع أن تؤدي الإصلاحات التنظيمية الأخيرة التي اتخذتها الهيئة العامة للرقابة المالية إلى تعزيز الثقة بين المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
وفي ختام الجلسة، يمكن القول إن أداء البورصة المصرية أمس عكس حالة من التفاؤل الحذر، مع تزايد التوقعات بأن تشهد السوق مرحلة من الاستقرار النسبي خلال الربع الأخير من العام، مدعومة بتحسن مزاج المستثمرين وتراجع الضغوط البيعية.
وبذلك، تكون البورصة المصرية قد نجحت في استرداد جزء من خسائرها السابقة، لتغلق تعاملات الأربعاء على نغمة صعودية قوية، تؤكد قدرة السوق على التعافي ومواصلة الأداء الإيجابي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.