تستعد مصر خلال الأيام المقبلة لافتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أهم المشاريع الثقافية والحضارية في القرن الحادي والعشرين، والذي طال انتظاره لأكثر من عقدين من الزمن. هذا الصرح الضخم الذي يقف شامخًا على مقربة من أهرامات الجيزة، يمثل نقلة نوعية في عرض وتوثيق حضارة مصر القديمة، ويعد رسالة جديدة للعالم تؤكد مكانة مصر كمهد للحضارات الإنسانية.
ومع اقتراب موعد الافتتاح، تواصل وزارة السياحة والآثار استعداداتها لاستقبال هذا الحدث التاريخي، الذي سيشهد مشاركة ما يقرب من 60 ملكًا ورئيسًا وشخصية عالمية بارزة، في احتفال ضخم ينتظره الملايين داخل مصر وخارجها.

موعد افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أن الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير سيكون يوم السبت الموافق 1 نوفمبر 2025، في تمام الساعة السابعة مساءً، وسط أجواء احتفالية عالمية تسلط الضوء على عظمة التاريخ المصري وتفرد حضارته.
أما عن موعد فتح المتحف للزيارة العامة، فقد كشفت الوزارة أنه سيكون في 4 نوفمبر 2025، بالتزامن مع ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، في مشهد رمزي يعكس امتداد التاريخ وارتباط الماضي بالحاضر.
أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة
يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة — وهي حضارة مصر القديمة — إذ تبلغ مساحته الإجمالية نحو 490 ألف متر مربع، في تصميم معماري مهيب يجمع بين الحداثة والأصالة.
ويتوقع أن يستقبل المتحف حوالي 5 ملايين زائر سنويًا، ليكون أحد أهم المقاصد السياحية والثقافية في العالم.
روعة التصميم ومساحات العرض المذهلة
يتوسط تمثال الملك رمسيس الثاني مدخل المتحف الرئيسي، بارتفاع يبلغ نحو 11 مترًا ووزن يقدر بـ 83 طنًا من الجرانيت الوردي، ليكون أول ما يشاهده الزائر عند دخوله.
ويمتد الدرج العظيم على مساحة 6 آلاف متر مربع وارتفاع يعادل 6 طوابق، في مشهد بصري مذهل يعرض مجموعة من أعظم التماثيل الملكية.
كما يحتوي المتحف على 12 قاعة عرض رئيسية بمساحة إجمالية تبلغ 18 ألف متر مربع، إضافة إلى متحف للطفل على مساحة 5 آلاف متر مربع، لتقديم تجربة تعليمية وتفاعلية فريدة للأجيال الجديدة.
جناح الملك توت عنخ آمون.. كنوز تظهر لأول مرة
من أبرز ما يميز المتحف المصري الكبير هو جناح الملك توت عنخ آمون، الذي يمتد على مساحة 7.5 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من كنوز الملك الشاب، تُعرض مجتمعة لأول مرة منذ اكتشاف المقبرة عام 1922.
ويمثل هذا الجناح رحلة فريدة داخل حياة الملك الشاب ومقتنياته الذهبية التي طالما أثارت إعجاب العالم لعقود طويلة.
المركب الشمسي للملك خوفو أقدم سفينة خشبية في التاريخ
ومن بين المقتنيات الفريدة التي يحتضنها المتحف المصري الكبير، المركب الشمسي للملك خوفو، التي تم اكتشافها عام 1954 بجوار أهرامات الجيزة.
تُعد هذه المركب واحدة من أقدم وأكبر السفن الخشبية في التاريخ، إذ يبلغ طولها نحو 43.6 مترًا، وكانت تُستخدم رمزيًا في رحلة الملك إلى العالم الآخر، وفق المعتقدات الدينية المصرية القديمة.
المتحف المصري الكبير.. أيقونة التحول الثقافي والسياحي
يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير خطوة محورية في استراتيجية مصر لتعزيز السياحة الثقافية وتفعيل التحول الرقمي في إدارة المتاحف.
فمن خلال دمج التكنولوجيا الحديثة في العرض والإرشاد، وتجربة زيارة تفاعلية متطورة، سيصبح المتحف أحد أهم المراكز الثقافية والتعليمية في العالم، ومقصدًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ الإنساني.



















