شهدت أسعار النفط العالمية، خلال تعاملات اليوم الخميس، ارتفاعًا طفيفًا عقب موجة تراجع حادة استمرت لأيام، لتغلق العقود الآجلة عند أدنى مستوياتها في أسبوعين نتيجة ضعف الطلب العالمي. وجاء هذا الصعود بدعم من انحسار المخاوف المتعلقة بفائض المعروض في الأسواق، بعد تحركات منسقة من منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفائها، إلى جانب تطورات إيجابية في مسار العقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة الروسي.
ويأتي هذا التحسن المحدود بعد ثلاثة أشهر متتالية من الهبوط السعري، ما يشير إلى أن الأسواق ما زالت تسعى للتوازن بين مؤشرات العرض والطلب في ظل تراجع النمو الاقتصادي العالمي واستمرار حالة الترقب بشأن استهلاك الوقود في الولايات المتحدة والصين.

أسعار النفط اليوم
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنحو 17 سنتًا أو ما يعادل 0.27% لتصل إلى 63.69 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 18 سنتًا أو 0.3% ليبلغ 59.78 دولارًا للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد أغلقت جلسة أمس عند أدنى مستوياتها في أسبوعين، نتيجة المخاوف من ضعف الطلب، إلا أن تعاملات اليوم شهدت موجة تصحيح محدودة مدفوعة بتراجع القلق من فائض الإمدادات في السوق.
تراجع المعروض وتجميد زيادات الإنتاج
أشار تقرير صادر عن شركة Haitong Securities إلى أن فرض الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات محدودة على أكبر شركات النفط الروسية قبل أسبوعين ساهم في تهدئة الأسواق ودعم الأسعار بنهاية أكتوبر.
كما أضاف التقرير أن تحالف أوبك+ أعلن عن خطط لتجميد أي زيادات إضافية في الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026، وهو ما اعتبره المحللون خطوة مهمة للحد من تخمة المعروض وتحقيق نوع من الاستقرار في السوق.
الطلب العالمي على النفط
ورغم التراجع النسبي في المعروض، لا تزال مخاوف ضعف الطلب قائمة. ووفقًا لمذكرة صادرة عن بنك جيه بي مورجان (JPMorgan)، فإن الطلب العالمي على النفط ارتفع منذ بداية العام وحتى 4 نوفمبر بمقدار 850 ألف برميل يوميًا، وهو أقل من التوقعات السابقة التي قدرت الزيادة بـ 900 ألف برميل يوميًا.
وأشارت المذكرة إلى أن البيانات اليومية تظهر ضعفًا متزايدًا في استهلاك النفط بالولايات المتحدة، نتيجة تراجع نشاط السفر وانخفاض حركة شحن الحاويات، ما يعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي يضغط على مستويات الطلب في المدى المتوسط.
ارتفاع المخزونات الأمريكية يحد من مكاسب الأسعار
في المقابل، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بنحو 5.2 مليون برميل إلى 421.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات بزيادة قدرها 603 آلاف برميل فقط.
وقد شكل هذا الارتفاع غير المتوقع عامل ضغط إضافي على الأسعار في جلسة الأربعاء، ما جعل مكاسب اليوم محدودة ومشروطة بعدم استمرار ارتفاع المخزونات خلال الأسابيع المقبلة.
توقعات مستقبلية لأسعار النفط
توقعت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس أن تظل الضغوط الهبوطية مؤثرة على سوق النفط خلال الفترة المقبلة، مرجحة أن يبلغ متوسط سعر الخام 60 دولارًا للبرميل بنهاية عام 2025، وأن يتراجع إلى 50 دولارًا للبرميل بنهاية عام 2026.
وفي خطوة أخرى تعكس إدراك المنتجين لتغيرات السوق، أعلنت المملكة العربية السعودية – أكبر مصدر للنفط في العالم – خفض أسعار بيع خامها لآسيا في ديسمبر المقبل، استجابة لزيادة المعروض العالمي وتراجع وتيرة الطلب الإقليمي.



















