شهدت أسعار الذهب في مصر صباح اليوم الثلاثاء حالة من الاستقرار النسبي في بداية تعاملات الأسواق المحلية، وذلك بالتزامن مع حالة الترقب العالمي لارتفاع محتمل في أسعار المعدن النفيس فوق مستوى 4100 دولار للأوقية، وسط توقعات متزايدة بتغيير السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

ويترقب المستثمرون والمتعاملون في سوق الذهب القرارات القادمة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، لما لها من تأثير مباشر على حركة الذهب عالميًا ومحليًا، إذ إن أي خفض محتمل في أسعار الفائدة يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن مقارنة بالأدوات الاستثمارية الأخرى مثل السندات والدولار.
استقرار محلي وترقب عالمي
في بداية تعاملات اليوم، سجلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية استقرارًا عند المستويات المسجلة خلال الساعات الماضية، دون تغير يُذكر في مختلف الأعيرة، رغم توقعات بارتفاع وشيك حال استمرار الاتجاه الصاعد في الأسواق العالمية.
وفيما يلي أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025:
عيار 24: نحو 6211 جنيهًا للجرام.
عيار 21: بين 5435 و5450 جنيهًا للجرام.
عيار 18: حوالي 4658 جنيهًا للجرام.
سعر الجنيه الذهب: بلغ نحو 43480 جنيهًا.
ويُعد عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المصرية، نظرًا لارتباطه بالمبيعات اليومية والمشغولات الذهبية الشعبية، فيما يظل عيار 24 هو المفضل بين المستثمرين والراغبين في الادخار طويل الأجل.
الفائدة الأمريكية وتداعياتها على الذهب
من المعروف أن أسعار الذهب ترتبط بعلاقة عكسية مع أسعار الفائدة الأمريكية، إذ يؤدي ارتفاع الفائدة إلى زيادة الإقبال على السندات الحكومية والدولار الأمريكي، بينما يضعف الطلب على الذهب باعتباره لا يحقق عائدًا مباشرًا.
أما في حال خفض الفائدة أو الإبقاء عليها دون تغيير، فإن ذلك يقلل من العائد على السندات ويعزز من جاذبية الذهب كخيار استثماري آمن، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق العالمية خلال الأشهر الأخيرة.
ويرى محللون أن الذهب قد يجد دعمًا قويًا خلال الأيام المقبلة، خصوصًا إذا أظهرت بيانات التضخم الأمريكية تباطؤًا ملموسًا، ما سيدفع الفيدرالي إلى تخفيف سياسته التشديدية ويُعيد للمعدن الأصفر بريقه كمخزن للقيمة في فترات الاضطراب الاقتصادي.
الأوضاع السياسية الأمريكية تدعم صعود الذهب
وعلى الصعيد السياسي، ما زالت الأوضاع في الولايات المتحدة تضيف مزيدًا من الدعم للمعدن النفيس، بعد أن أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أمس عن الاستعداد للمضي في إجراءات تهدف إلى إنهاء الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي دخل يومه الأربعين، وتسبب في شلل جزئي لعدد من القطاعات الحيوية.
وأدى هذا الإغلاق إلى تأخير صرف المساعدات الغذائية لملايين المواطنين الأمريكيين، وتعطيل حركة السفر الجوي، إلى جانب تهميش آلاف الموظفين الفيدراليين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أسابيع.
ورغم الخطوات الإيجابية التي أشار إليها أعضاء مجلس الشيوخ، لا تزال الخطط الزمنية غير واضحة لإنهاء الأزمة، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن للتحوط من المخاطر السياسية والاقتصادية المحتملة.
نظرة مستقبلية: هل يتجاوز الذهب 4100 دولار؟
وفقًا لتقديرات خبراء الأسواق، فإن استمرار الضبابية السياسية في الولايات المتحدة، إلى جانب احتمالات خفض الفائدة خلال اجتماعات الفيدرالي المقبلة، قد يدفع أسعار الذهب عالميًا لتجاوز حاجز 4100 دولار للأوقية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ويُتوقع أن تنعكس هذه الزيادات المحتملة على الأسعار المحلية في مصر، خاصة مع استمرار استقرار سعر الجنيه أمام الدولار في البنوك المصرية خلال الفترة الأخيرة، ما يجعل أي تحركات في السعر العالمي ذات تأثير مباشر على السوق المحلية.
وفي ظل هذه المعطيات، يوصي خبراء الذهب المستثمرين والمتعاملين بمتابعة حركة السوق عن قرب، وعدم التسرع في قرارات البيع أو الشراء، حتى تتضح الرؤية بشأن توجهات الفائدة الأمريكية وموعد إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي.



















