تشهد أسواق النفط العالمية حالة من التذبذب الحاد، في ظل استمرار الغموض المحيط بالمحادثات الجارية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما ينعكس مباشرة على حركة الأسعار عالميًا. فعلى الرغم من الارتفاع الذي سجلته أسعار النفط أمس الإثنين، تجددت الضغوط البيعية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، نتيجة تزايد المخاوف من حدوث تخمة في المعروض خلال الفترة المقبلة، إلى جانب توقعات المؤسسات المالية العالمية بوجود فائض كبير في الإمدادات خلال عام 2026.
ويترقب المستثمرون والمتعاملون نتائج المفاوضات الروسية الأوكرانية التي لا تزال غير واضحة المعالم، وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام قد ينعكس ذلك على رفع العقوبات عن صادرات النفط الروسية، بما يسمح بدخول كميات إضافية من الخام إلى الأسواق، الأمر الذي قد يعمّق الاتجاه الهبوطي للأسعار. وفي الوقت نفسه، يحاول السوق استيعاب الدور المحتمل لسياسة الفائدة الأمريكية، حيث تشير التوقعات إلى احتمال خفضها في ديسمبر المقبل، وهو عامل قد يساهم لاحقًا في دعم الطلب على الطاقة.

أسعار النفط اليوم.. هبوط محدود بعد مكاسب الجلسة السابقة
سجلت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا اليوم الثلاثاء، بعد المكاسب التي حققها الخامان القياسيان أمس:
- خام برنت: انخفض بنسبة 0.4% ليسجل 63.07 دولارًا للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط: تراجع بالنسبة نفسها إلى 58.60 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد ارتفعا أمس بنحو 1.3%، بدعم من الشكوك حول إمكانية التوصل لاتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، ما قد يبقي الإمدادات الروسية مقيدة ويحدّ من المعروض.
توقعات دويتشه بنك: فائض كبير في المعروض خلال 2026
وفقًا لتقرير حديث صادر عن دويتشه بنك، يُتوقع أن يشهد سوق النفط فائضًا لا يقل عن مليوني برميل يوميًا خلال عام 2026، مع الإشارة إلى أن العودة إلى حالة العجز ليست مرجحة قبل عام 2027.
ويرى المحلل مايكل هسويه أن الاتجاه العام لأسعار النفط حتى عام 2026 يميل إلى الهبوط، موضحًا أن تأثير زيادة المعروض يفوق تأثير المخاطر الجيوسياسية، حتى مع استمرار التوترات العالمية.
السلام الروسي الأوكراني وتأثيره المحتمل على السوق
تتجه الأنظار إلى نتائج المحادثات بين موسكو وكييف، إذ يرجّح محللون أن أي اتفاق سلام قد يفتح الباب لرفع العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية.
هذا التطور—إن حدث—قد يؤدي إلى:
- زيادة تدفق الخام الروسي إلى الأسواق،
- ارتفاع حجم المعروض،
- ضغوط إضافية تدفع الأسعار نحو مزيد من الهبوط.
إلا أن استمرار الغموض الحالي يمنح الأسعار دعمًا مؤقتًا، في ظل عدم وضوح مصير الإمدادات المستقبلية.
سياسة الفائدة الأمريكية تمنح الأسعار بعض الدعم
ورغم الاتجاه الهابط المسيطر على السوق، تتلقى أسعار النفط دعمًا محدودًا من توقعات تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى خفض سعر الفائدة في ديسمبر المقبل.
ويسهم خفض الفائدة عادة في:
- تعزيز النشاط الاقتصادي،
- تحفيز الطلب العالمي على الطاقة،
- دعم أسعار النفط على المدى المتوسط.



















