تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب والحذر، بعد مواصلة أسعار النفط تراجعها للجلسة الثانية على التوالي، اليوم الأربعاء الموافق 3 ديسمبر 2025.
ويأتي هذا الهبوط وسط انتظار المتعاملين لنتائج محادثات السلام التي جرت بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تمثل نقطة تحول في سوق النفط العالمي في حال التوصل إلى أي اتفاق يخفف القيود المفروضة على الإمدادات الروسية.
ورغم استمرار التوترات العسكرية وتبادل الاتهامات، إلا أن حالة عدم اليقين ما زالت تلقي بظلالها على تحركات الخامين الرئيسيين «برنت» و«غرب تكساس»، في وقت ترتفع فيه المخاوف من فائض محتمل في المعروض، خاصة بعد زيادة المخزونات الأمريكية، مما يدفع الأسعار للضغط نحو أدنى مستوياتها منذ أكتوبر الماضي.
في هذا التقرير نستعرض أحدث تحركات أسعار النفط، وتحليل العوامل المؤثرة على السوق.

أسعار النفط اليوم
سجلت أسعار النفط العالمية تحركات محدودة عند مستويات منخفضة، حيث:
- خام برنت: ارتفع سنتين فقط بنسبة (٠٫٠٣٪) ليصل إلى ٢.٤٧ وستون دولارًا للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: صعد ٣ سنتات (٠٫٠٥٪) ليبلغ ٨.٦٧ وخمسون دولارًا.
ورغم الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية وتحذيرات موسكو للدول الداعمة لأوكرانيا، إلا أن المحللين أكدوا استمرار الضغط على الأسعار، مع تداول خام برنت بالقرب من أدنى مستوى له منذ أكتوبر.
الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على السوق
استمرت الحكومة الروسية في التأكيد على تعثر أي تسوية محتملة بعد محادثات استمرت خمس ساعات بين الرئيس فلاديمير بوتين ومبعوثين كبار من الإدارة الأمريكية، ما أبقى الأسواق في دائرة الغموض.
وتراقب الأسواق عن كثب إمكانية أن تؤدي أي تسوية مستقبلية إلى رفع العقوبات على شركات الطاقة الروسية مثل روسنفت ولوك أويل، وهو ما قد يعيد إمدادات ضخمة إلى السوق العالمي.
وتزايدت الشكوك بعد اتهام بوتين لقوى أوروبية بعرقلة المحادثات، ما يعزز الاعتقاد بأن روسيا ستواصل توجيه جانب كبير من إنتاجها النفطي نحو الصين والهند.
حجم المعروض ومخاوف التخمة
حذر محلل الأسواق في شركة IG، توني سيكامور، من أن القلق المتصاعد بشأن تخمة معروض محتملة وضعف الطلب العالمي ما زال يؤثر سلبًا على الأسعار.
وأشار إلى أن بقاء الأسعار دون مستويات دعم قوية في منتصف نطاق الخمسين دولارًا قد يدفع الخام نحو مزيد من الهبوط خلال الفترة المقبلة.
تواصل الهجمات الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيرة على منشآت النفط الروسية، بما في ذلك مرافق التصدير على البحر الأسود، إعادة رسم خريطة الطاقة العالمية. وفي الوقت نفسه، يسعى اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين إلى استعادة كامل طاقته التصديرية بعد استكمال إصلاحات المراسي المتضررة.
ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية
أضافت بيانات معهد البترول الأمريكي مزيدًا من الضغوط، بعد ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بنحو ٢.٤٨ مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في ٢٨ نوفمبر.
كما ارتفعت مخزونات البنزين والديزل، ما أثار مخاوف إضافية بشأن ضعف الطلب المحلي.
ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية البيانات الرسمية لاحقًا اليوم، وسط توقعات بأن تؤثر هذه النتائج بصورة مباشرة على تحركات الأسعار خلال الساعات المقبلة.



















