يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الجاري في آخر اجتماعاته لعام 2025، وسط حالة ترقب واسعة من قبل الأسواق العالمية والمستثمرين، في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع من قرارات مصيرية تتعلق بأسعار الفائدة والسياسة النقدية الأمريكية.
ومن المقرر أن تعقد لجنة السوق المفتوحة اجتماعها يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، على أن يتم الإعلان رسميًا عن قرار أسعار الفائدة مساء يوم الأربعاء، وهو القرار الذي تتوقف عليه تحركات الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة.
توقعات مصير أسعار الفائدة الأمريكية
توقّع بنك QNB قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتنفيذ خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال المرحلة المقبلة، بواقع 25 نقطة أساس لكل خفض، في ظل المؤشرات الحالية على تباطؤ وتيرة التضخم تدريجيًا.
وأوضح التقرير الاقتصادي الصادر عن البنك أن الفيدرالي من المرجح أن يبدأ أول خفض لأسعار الفائدة خلال اجتماع الأربعاء المقبل، يتبعه خفض ثانٍ خلال الربع الأول من عام 2026، لتقترب أسعار الفائدة من الحد الأدنى للمستوى المحايد الذي يقدره البنك عند نحو 3.5%.
رؤية بنك QNB لمسار السياسة النقدية
أشار التقرير إلى أن توقعات الأسواق بدخول دورة طويلة وممتدة لخفض أسعار الفائدة خلال عام 2026 تبدو مبالغًا فيها إلى حد كبير، لافتًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تباطؤًا تدريجيًا منظمًا دون ظهور مؤشرات على هبوط حاد أو ركود اقتصادي عميق.
وأوضح التقرير أن مسار التضخم، رغم تحسنه خلال الشهور الأخيرة، لا يزال يواجه مخاطر محتملة، خاصة تلك المرتبطة بالتعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسعار، ومدى قدرة التضخم على التراجع والوصول إلى المستوى المستهدف للفيدرالي عند 2%.
انقسام داخل لجنة السياسة النقدية
كشف التقرير عن أن الاحتياطي الفيدرالي يمر حاليًا بإحدى أكثر فترات الانقسام حدة داخل لجنة السياسة النقدية منذ عدة عقود، وهو ما انعكس بوضوح في قراراته الأخيرة.
وأشار إلى أن قرار خفض أسعار الفائدة في أكتوبر الماضي بمقدار 25 نقطة أساس لم يحظَ بإجماع كامل، حيث عارضه جيفري شميد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، في حين رأى ستيفن ميران ضرورة خفض الفائدة بوتيرة أكبر بلغت 50 نقطة أساس.
ويعكس هذا الانقسام تزايد الاختلاف في الرؤى داخل اللجنة حول سرعة ووتيرة خفض أسعار الفائدة، بين من يفضل التدرج الحذر خشية عودة الضغوط التضخمية، ومن يرى ضرورة التحرك بشكل أسرع لدعم النمو الاقتصادي.

















