تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والحذر مع بداية تعاملات يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، وذلك في ظل انتظار المستثمرين لحسم عدد من الملفات المؤثرة في حركة الأسعار خلال الفترة الحالية.
فبعد تراجع بنحو 1% في الجلسة السابقة، اتجهت أسعار النفط إلى الاستقرار النسبي اليوم مع بروز عاملين رئيسيين يوجّهان السوق:
قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب بشأن أسعار الفائدة، وتطورات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تعيد رسم خريطة الإمدادات النفطية عالميًا.
ويعيش المستثمرون حالة من الانتظار لنتائج اجتماع الفيدرالي، وسط توقعات بخفض سعر الفائدة لتعزيز النشاط الاقتصادي، ما قد ينعكس إيجابًا على الطلب العالمي على الخام.
وفي المقابل، تلوح في الأفق بوادر سياسية قد تغيّر معادلة السوق، مع تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقدّم الاتصالات مع الشركاء الأوروبيين وتقديم وثائق سلام معدّلة إلى الولايات المتحدة، وهو ما قد يقود إلى تخفيف بعض القيود على روسيا وإعادة جزء من الإمدادات إلى الأسواق.
وتجعل هذه العوامل مجتمعة النفط في مرحلة “بحث عن اتجاه”، وسط بيانات متباينة حول المخزونات الأمريكية ومعروض روسيا، وتوقعات متصاعدة بشأن الإنتاج الأمريكي.

استقرار أسعار النفط في بداية التعاملات
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا بعد هبوط سابق، حيث:
- ارتفع خام برنت بمقدار 19 سنتًا أو 0.3% ليصل إلى 62.13 دولار للبرميل.
- وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس القيمة والنسبة ليبلغ 58.44 دولار للبرميل.
وجاء هذا الارتفاع المحدود بعد خسائر سابقة، ما يعكس حالة التردد المسيطرة على المستثمرين.
بيانات المخزونات الأمريكية تدعم تحركات السوق
أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي (API) تراجع مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي بنحو 4.78 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 7 ملايين برميل، ومخزونات نواتج التقطير بنحو 1.03 مليون برميل.
هذه الأرقام تعطي إشارات مختلطة للسوق، حيث يدعم انخفاض الخام الأسعار، بينما يحد ارتفاع المنتجات النفطية من الزخم الصعودي.
وصف سوفرو ساركار، كبير محللي الطاقة في بنك DBS، الوضع بقوله إن أسواق النفط “تبحث عن اتجاه واضح” وسط هذا التباين.
ترقب واسع لقرار الفيدرالي الأمريكي
يتوقع المستثمرون خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال الاجتماع المنتظر، دعمًا لسوق العمل الذي يشهد تباطؤًا واضحًا.
مثل هذا القرار قد يعزز النمو الاقتصادي ويدعم الطلب على النفط، خاصة مع تحسن القدرة الإنتاجية والاستهلاكية.
إلا أن المخاوف بشأن تجاوز المعروض للطلب لا تزال تحد من أي ارتفاع قوي، وفقًا لمحللي “ING” الذين أكدوا أن السوق قد تواجه فائضًا أكبر خلال الفترة المقبلة.
تحديات أمام الإمدادات الروسية
أشارت تحليلات “ING” إلى أن الإمدادات الروسية لا تزال تحت ضغط، إذ “تواجه صادرات روسيا البحرية صعوبة في العثور على مشترين”، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج الروسي إذا استمرت هذه التحديات.
هذه التطورات تضيف حالة من عدم اليقين للسوق، خصوصًا في ظل تأثير الحرب والعقوبات على حركة التجارة الروسية.
محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتأثيرها المحتمل
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده وشركاءها الأوروبيين سيقدمون قريبًا للولايات المتحدة “وثائق منقحة” بشأن خطة السلام، بعد جولة دبلوماسية مكثفة.
من شأن أي تقدم في هذه المحادثات أن:
- يخفف العقوبات المفروضة على الشركات الروسية،
- يعيد جزءًا من الإمدادات المقيدة إلى السوق،
- ويؤثر مباشرة في مستويات العرض العالمي.
توقعات الإنتاج الأمريكي لعام 2025
رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط في الولايات المتحدة لعام 2025، بزيادة 20 ألف برميل يوميًا ليصل متوسط الإنتاج المتوقع إلى 13.61 مليون برميل يوميًا.
ويمثل هذا الرقم مستوى قياسيًا جديدًا، ما يعزز قدرة الولايات المتحدة على مواجهة أي نقص محتمل في السوق العالمية.



















