في خطوة وُصفت بأنها الأقوى منذ ثلاثة عقود، أعلن بنك اليابان رفع سعر الفائدة الرئيسي من 0.5% إلى 0.75%، منهياً عمليًا حقبة طويلة من سياسة المال الرخيص، في توقيت عالمي تتجه فيه معظم البنوك المركزية إلى السياسات التخفيفية.
هذا القرار لم يقتصر تأثيره على الأسواق التقليدية فقط، بل امتد سريعًا إلى عالم العملات المشفرة، حيث فجّر موجة واسعة من التحليلات والتوقعات، كان أبرزها ما أعلنه آرثر هايز، المؤسس المشارك لمنصة «بيت ميكس»، الذي توقع انفجار سعر بيتكوين وصولًا إلى مليون دولار، في سيناريو يعكس تحولات عميقة في العلاقة بين السياسات النقدية التقليدية والأصول الرقمية.

قرار بنك اليابان.. رفع غير مسبوق منذ 30 عامًا
أعلن بنك اليابان رفع سعر الفائدة الرئيسي من 0.5% إلى 0.75%، في أقوى زيادة يشهدها الاقتصاد الياباني منذ 30 عامًا، في محاولة لمواجهة مشكلات اقتصادية محلية، رغم أن الاتجاه العالمي السائد لا يزال يميل إلى التيسير النقدي.
ويمثل هذا القرار تحولًا جذريًا في السياسة النقدية اليابانية، التي لطالما اعتمدت على الفائدة المنخفضة لدعم النمو الاقتصادي.
ردود فعل واسعة في سوق العملات المشفرة
وأثار القرار الياباني ردود فعل واسعة داخل أسواق العملات الرقمية، حيث نقلت صحيفة «لوجورنال دو كوين» الفرنسية المتخصصة في العملات المشفرة، توقعات آرثر هايز بشأن مستقبل بيتكوين في ظل هذه التطورات.
توقعات آرثر هايز: بيتكوين إلى مليون دولار
توقع آرثر هايز أن يشهد سعر بيتكوين «انفجارًا» قد يدفعه إلى مستوى مليون دولار، مستندًا إلى رؤيته بأن رفع أسعار الفائدة في اليابان قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الين مقابل الدولار الأمريكي، مع احتمال وصول سعر الصرف إلى 200 ين للدولار الواحد.
ويرى هايز أن السياسات النقدية الحالية، خاصة في ظل وجود معدلات فائدة حقيقية سلبية، تعزز من جاذبية الأصول اللامركزية مثل البيتكوين.
الين الياباني والبحث عن ملاذ بديل
ويعتقد هايز ومحللون آخرون أن تراجع قيمة الين قد يدفع المستثمرين اليابانيين إلى البحث عن بدائل للحفاظ على القيمة، وفي مقدمتها البيتكوين، باعتباره أصلًا ماليًا مستقلًا يمكن أن يوفر حماية من تآكل القوة الشرائية.
وفي ظل استمرار العوائد الحقيقية السلبية، تزداد جاذبية العملات الرقمية كأداة للتحوط.
العلاقة بين بيتكوين والأسواق التقليدية
ورغم التوقعات المتفائلة، لا يزال بيتكوين مرتبطًا جزئيًا بالأسواق التقليدية، حيث شهدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 ارتفاعًا بنسبة 1.5%، بينما سعى مؤشر S&P 500 للارتداد.
وتسلط هذه العلاقة الضوء على التحول المتزايد للبيتكوين من مجرد أصل بديل عالي المخاطر، إلى أداة مالية متكاملة تتأثر بحركة الأسواق العالمية.
صعود محتمل وسط اقتصاد عالمي متقلب
وتعكس توقعات آرثر هايز الجريئة ديناميكيات معقدة بين السياسات النقدية التقليدية وسوق العملات المشفرة.
ومع رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، قد يكون البيتكوين على أعتاب موجة صعود جديدة، خاصة لدى المستثمرين الباحثين عن القيمة في بيئة اقتصادية عالمية تتسم بالتقلب وعدم اليقين.
ومع ذلك، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى استمرار ارتباط البيتكوين بالأسواق عالية المخاطر، وقدرته على الاستقلال عن تأثيرات السياسات الاقتصادية التقليدية.



















