تواجه الفنانة عفاف مصطفى أزمة واضحة في مشهد الفن المصري، حيث اشتكت من قلة الأدوار المعروضة عليها رغم وجود عدد كبير من المسلسلات المخطط عرضها في موسم رمضان القادم، وفي ظل هذه الأزمة، تبرز تساؤلات حول السبب وراء هذا التناقض في سوق الدراما.
أزمات عفاف مصطفى: ملاحظات من العزلة الفنية
عبر صفحتها الرسمية على إنستجرام، عبرت عفاف مصطفى عن مشاعرها تجاه الوضع الحالي في الوسط الفني، حيث أبدت تردداً في مشاركة مشاعرها بسبب الخوف من التعليقات السلبية من بعض الأفراد، وكتبت في منشورها الأول: “أتردد في الفضفضه لأتحاشي التطاول من قلة مشوهه”، لقد أكدت أن لديها مشاعر سلبية تجاه غياب الأدوار، حيث ذكرت: “بصدق أنا في أزمة، ففي وطني الفني الآن 40 مسلسلًا لرمضان، ولأول مرة أصبح جليسة المنزل لأسباب مجهولة”.
في منشورها الثاني، أعربت عن إحباطها المتزايد، قائلة: “كنت بصبر نفسي الشهور اللي فاتت من غير شغل وأعتبرها لحظات تأمل، دلوقتي بقول لنفسي: قعادك يا جميل طول.. وده أول قعاد بيطول”، وهذه الكلمات تعكس الإحباط العام الذي يشعر به العديد من الفنانين الذين يبحثون عن فرص عمل في صناعة السينما والتلفزيون.
صرخات من الفنانين: غياب الفرص
لم تكن عفاف مصطفى الوحيدة التي شعرت بهذا القلق، حيث تكررت شكاوى العديد من الفنانين من قلة الأدوار المعروضة عليهم، من بين هؤلاء الفنانين، نجد الفنان أحمد عزمي الذي لم يتردد في إطلاق نداءات استغاثة لزملائه في الوسط الفني.
وعبر حسابه في فيسبوك، كتب عزمي منشورًا طويلًا يتحدث فيه عن تجربته الفنية، موضحًا أنه قدم أعمالًا في العديد من الدول العربية ومع نجوم كبار، لكنه لم يعرض عليه أي عمل من الشركة المتحدة.
وأوضح أحمد عزمي: “خلال الأعوام الثلاثة الماضية، قدمت أعمالًا في كثير من الدول العربية مع كبار النجوم، مثل مسرحية (الملك لير) مع النجم يحي الفخراني والتي عرضت في مهرجان الترفيه بالمملكة العربية السعودية، ومسلسل (حرب الجبالي) مع الأستاذ صادق الصباح (لبنان)، كما قدمت لشبكة راديو وتليفزيون العرب برنامج أعمال خالدة، وفيلم (المنبر) في الإمارات العربية المتحدة.. ومع ذلك، لم يعرض علي أي عمل من الشركة المتحدة”، وبعد نشره لهذه الكلمات، استجابت الشركة المتحدة لندائه وتعاقدت معه على عمل لشهر رمضان.
كريم الحسيني: اعتزال فني بسبب الإحباط
الفنان كريم الحسيني أيضًا شارك في هذا النقاش، حيث عبر عن مشاعره تجاه الوضع الراهن في الوسط الفني، في رسالة طويلة عبر فيسبوك، أعلن حسيني عن قراره بالاعتزال من السعي وراء الأدوار، مشيرًا إلى أنه يشعر بأنه ينتمي إلى “زمن الفن الجميل”
وكتب: “قررت أن أعتزل السعي في دراما رمضان لأني ولله الحمد قاعد عن العمل منذ عام 2021، حيث آخر مسلسل شاركت فيه كان (اللي مالوش كبير)، ومن وقتها وأنا أحاول أن أسعى بكل طاقتي وجهدي، ولكنها لن تأتي بعد”.
أضاف كريم أن هذا الإحباط ناتج عن الضغوطات النفسية والاجتماعية في الوسط الفني، موضحًا أنه تعب من “هذا الضجيج وهذا النفاق والرياء والمحسوبية والشللية”، وتعكس هذه الكلمات الإحباط العام الذي يشعر به العديد من الفنانين بسبب عدم قدرتهم على إيجاد فرص عمل مناسبة.
قلق مستمر: هل يستعيد الفن المصري عافيته؟
تشير هذه الشكاوى المتكررة إلى قلق مستمر في الوسط الفني، حيث يشعر العديد من الفنانين بالإحباط بسبب غياب الأدوار المناسبة في وقت تتزايد فيه الإنتاجات الدرامية، ويتساءل الكثيرون عن مستقبل الفن المصري، وما إذا كان سيتمكن من استعادة عافيته في ظل هذه الظروف.
والواقع أن الوضع الحالي يستدعي التفكير العميق في كيفية توفير فرص عمل حقيقية للفنانين، وضمان عدم غياب الأصوات المهمة في هذا المجال، فنحن بحاجة إلى إعادة النظر في كيفية إدارة صناعة السينما والتلفزيون، لضمان أن يجد كل فنان مكانه في هذا العالم المتغير.
خاتمة: الحاجة إلى التغيير
مع تزايد هذه الشكاوى، يبدو أن الوقت قد حان للتغيير في الصناعة الفنية المصرية، يجب على المعنيين بالأمر النظر في كيفية تحسين الظروف للفنانين ودعمهم في مواجهة التحديات التي يواجهونها، إن عفاف مصطفى ورفاقها في الوسط الفني يستحقون فرصًا حقيقية لإبراز مواهبهم وإثراء الساحة الفنية بمزيد من الأعمال القيمة والمميزة.