الرعاش هو حركات واهتزاز لا إرادي لأحد أجزاء الجسم، ويعد من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا. غالبًا ما يكون السبب مشاكل في مناطق الجهاز العصبي التي تتحكم في الحركة، وكأنّ هناك خللًا في شبكة التوصيلات داخل الدماغ المسؤولة عن الحركة يُسبب هذه الارتعاشات. هذه الحركات تظهر غالبًا في اليدين، لكنها يمكن أن تؤثر أيضًا في الأطراف، والرقبة، والجذع، والصوت. يمكن للرعاش أن يكون مزعجًا ومحرجًا، ويؤثر على نوعية الحياة، لكن فهم أسبابه وطرق علاجه يمكن أن يساعد في التحكم فيه بشكل أفضل.
أسباب الرعاش
للرعاش أسباب متعددة، تشمل:
الأمراض العصبية
من أبرز الأمراض العصبية التي تسبب الرعاش مرض باركنسون والتصلب المتعدد (MS). هذه الأمراض تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتسبب خللًا في الحركة.
الرعاش مجهول السبب
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من الرعاش، ومن اسمه فإنّ سببه الدقيق غير واضح، لكن يُعتّقد أنّ له صلة وراثية محتملة. لا يرتبط بأي مرض عصبي، ولا يشكّل خطرًا صحيًا كبيرًا، يبدأ المرض خفيفاً في العادة ولكن مع مرور الوقت قد يزداد سوءاً بشكل تدريجي.
فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب زيادة في التوتر العصبي والارتعاشات.
الحوادث الطبية
مثل السكتة الدماغية، التي يمكن أن تؤدي إلى تلف مناطق في الدماغ مسؤولة عن الحركة، مما يؤدي إلى الرعاش.
عوامل أخرى
تشمل إجهاد العضلات، العواطف الشديدة مثل الخوف أو القلق، أو كأثر جانبي لأحد الأدوية.
تشخيص الرعاش
تشخيص الرعاش يتم بواسطة طبيب الأعصاب الذي يقوم بإجراء تقييم شامل، يشمل الفحص البدني، مراجعة التاريخ الطبي والعائلي، والاختبارات العصبية مثل قوة العضلات، وردود الفعل، والتوازن، والكلام. بناءً على النتائج، يتم وضع خطة علاجية مخصصة وتعديلها حسب الحاجة.
علاج الرعاش
يُعالج الرعاش حسب المسبب، وبالنسبة لمعظم أنواع الرعاش لا يوجد علاج شافٍ، إلا أنّ هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في التحكم في الأعراض.
الأدوية
1. أدوية حاصرات بيتا: تُعد خط العلاج الأول، قد يستغرق الأمر بعض الوقت ليجد الطبيب حاصر بيتا المحدد الذي يناسب المريض بشكل أفضل، وكذلك تحديد الجرعة المثلى. قد تسبب آثارًا جانبية مثل انخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
2. أدوية النوبات: مثل تلك المستخدمة في مرض باركنسون.
3. مضادات الاكتئاب: يمكن أن تكون فعالة في حالات معينة.
4. البوتوكس: يمكن استخدامه في حالات محددة.
العلاجات الجراحية
عندما تكون الأدوية غير فعالة أو إذا كانت الآثار الجانبية للأدوية تشكل خطراً على المريض، يمكن التفكير في الخيارات الجراحية مثل:
1. التحفيز العميق للدماغ (DBS): يتضمن زرع أقطاب كهربائية جراحيًا لإدارة الاضطرابات الكهربائية في الدماغ.
2. الموجات فوق الصوتية الموجهة: شكل غير جراحي من جراحة الأعصاب، يستخدم طاقة الموجات فوق الصوتية المركزة الموجّهة بالرنين المغناطيسي لمقاطعة إشارات الدماغ الخاطئة في جزء صغير من الدماغ مرتبط بالحركة. تشير البيانات إلى تحسن بنسبة 50% أو أكثر، مع استمرار الفعالية لأكثر من خمس سنوات.
الرعاش هو حالة شائعة تتميز بهزات أو ارتعاشات في أجزاء مختلفة من الجسم. لا يوجد علاج نهائي للرعاش مجهول السبب، ولكن هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في التحكم في الأعراض وتحسين نوعية الحياة. مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أن يعيشوا حياة طبيعية ومنتجة.