أثارت الدكتورة وسام شعيب، طبيبة النساء والتوليد، جدلاً كبيراً بعد نشر فيديو تروي فيه تفاصيل لبعض حالات مرضاها خلال ولادتهم في عيادتها الخاصة.
ولاقى الفيديو، الذي تبلغ مدته 13 دقيقة، تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن صدمتهم لما تضمنه من تفاصيل تخص مرضى الطبيبة، ما اعتبره البعض خرقاً للخصوصية وكشفاً لأسرار المريضات، وعلى إثر ذلك، قررت نقابة الأطباء إحالة وسام شعيب للتحقيق بتهمة انتهاك أخلاقيات المهنة وتشويه سمعة المرضى.
تفاعل واسع وانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي
بمجرد نشر الفيديو، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً ملحوظاً، حيث انتقد العديد من النشطاء ما وصفوه بـ”فضح” أسرار المرضى ونشر تفاصيل حياتهم الشخصية على الملأ، ووصف بعض المستخدمين الفيديو بأنه لا يتماشى مع أخلاقيات مهنة الطب، في حين عبّر آخرون عن تعاطفهم مع الطبيبة، خاصة أنها ناشدت الأهالي بالعناية ببناتهم من منطلق أخلاقي وديني، وقد علّقت الدكتورة وسام شعيب على الجدل المتزايد قائلة إنها لم تنشر أسماء أو تفاصيل محددة للمرضى، وإن هدفها كان التوعية وإلقاء الضوء على قضايا مهمة.
التهم الموجهة للطبيبة وإجراءات النقابة
قررت نقابة الأطباء إحالة الطبيبة وسام شعيب إلى التحقيق بعد متابعة الفيديو وتقييم محتواه، وقال الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب أطباء مصر، إن قرار الإحالة جاء بعد رصد عدة مخالفات تتعلق بمحتوى الفيديو، منها:
• بث تفاصيل عن حالات ولادة حدثت نتيجة “علاقات غير شرعية” وفق وصف الفيديو.
• استخدام تعبيرات وعبارات قد تُعتبر مسيئة وغير لائقة.
• انتهاك أخلاقيات المهنة من خلال التشهير بالمرضى وتقديم معلومات قد تؤدي للإساءة لهم.
• الاعتداء على قيم الأسرة المصرية من خلال تصوير الوضع بشكل قد يوحي بانعدام القيم الأسرية لدى بعض المرضى.
وأكد بيان النقابة أن أي طبيب يخالف لوائح وآداب المهنة سيتم إحالته للتحقيق وفقاً للقانون، وقد تصل العقوبات إلى شطبه من سجلات النقابة، ما سيمنعه من ممارسة مهنته.
وأوضحت النقابة أنه يُفترض أن يُظهر الأطباء التزامهم بالمبادئ العليا وأن يكونوا قدوة حسنة في المجتمع، ويجب عليهم حماية خصوصية مرضاهم وكرامتهم.
رد فعل الدكتورة وسام شعيب على الهجوم عليها
في أول تعليق لها بعد حالة الجدل، نفت الدكتورة وسام شعيب استغلالها لمرضى أو إفشاء أسرارهم، مؤكدة أن هدفها من الفيديو كان إنسانياً، حيث كانت تسعى لجمع تبرعات لدعم الأطفال حديثي الولادة.
وقالت إنها استيقظت لتجد “مصر تتحدث عن الفيديو”، مشيرة إلى أنها ليست من الباحثين عن الشهرة أو “التريند”، ورداً على اتهامها بتشويه صورة المرضى، أكدت أنها لم تذكر أي أسماء أو معلومات شخصية، وإنما تحدّثت عن قضايا عامة بهدف التوعية الدينية والمجتمعية، وأضافت: “الزنا حرام وحمل السفاح حرام، وهذا ما أتكلم عنه بناءً على تعاليم الإسلام.”
ومن جهة أخرى، أفادت النيابة الإدارية بأنها فتحت تحقيقاً خاصاً بالموضوع، وتدرس حالياً محتوى الفيديو من منظور حقوق الإنسان وحقوق المرضى، باعتبار ما ورد في الفيديو قد يشكل انتهاكاً لقوانين الخصوصية الطبية وأخلاقيات المهنة.