في خطوة تعتبر بمثابة بداية جديدة، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن سعادته بعودة شركة النصر للسيارات إلى الإنتاج بعد فترة من التوقف، مؤكداً أن هذا الحدث يمثل يوماً مميزاً بالنسبة لمصر.
وقال مدبولي في تصريحاته: “اليوم هو يوم عيد، ونحن نحتفل بعودة واحدة من أبرز شركات التصنيع في مجال السيارات إلى الساحة”، وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن هذا الإنجاز يأتي في إطار رؤية الحكومة لتوسيع نطاق صناعة السيارات في مصر، وهو جزء من استراتيجية أوسع لتحفيز الإنتاج المحلي وزيادة الشراكة مع القطاع الخاص.
تصريحات مدبولي
وأشار مدبولي إلى أن الطلب على السيارات في السوق المصري يعد كبيراً، حيث يصل إلى نحو نصف مليون سيارة سنوياً، مما يبرز أهمية صناعة السيارات المحلية في تلبية احتياجات السوق وتوفير فرص عمل جديدة، وتأكيداً على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، أضاف أن الحكومة تعمل على تسهيل الإجراءات وتعزيز البيئة الاستثمارية لتشجيع الشركات المحلية والدولية على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
تاريخ شركة النصر للسيارات
وشركة النصر للسيارات، التي تأسست في عام 1959، كانت منذ البداية حجر الزاوية لصناعة السيارات في مصر والعالم العربي، حيث شكلت أول مصنع سيارات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وساهمت بشكل كبير في توفير وسائل النقل للمواطنين في فترة الستينيات والسبعينيات، ما جعلها علامة فارقة في تاريخ الصناعة المصرية، كانت “النصر” في تلك الحقبة رمزاً للفخر الوطني، وجزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد المصري.
وقد شهدت الشركة تغييرات كبيرة على مدار العقود الماضية، إلا أن عودتها للإنتاج تمثل نقطة تحول هامة في تطور صناعة السيارات المحلية، ومن المتوقع أن تساهم هذه العودة في تعزيز القدرات الإنتاجية للقطاع، فضلاً عن زيادة القدرة التنافسية للسيارات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية، كما أن الشراكة مع القطاع الخاص تعتبر خطوة استراتيجية لتطوير القدرات التكنولوجية والبنية التحتية اللازمة لتلبية احتياجات السوق المتزايدة.
ويعتبر هذا التطور جزءاً من رؤية الدولة لتوسيع قاعدة الإنتاج الصناعي وتنويع الاقتصاد، بما يعكس التوجهات الحكومية نحو تعزيز الصناعات الوطنية وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا، وبينما تواصل الحكومة دعمها للشركات المحلية، فإن عودة النصر للسيارات تعد نموذجاً حياً على النجاح الذي يمكن أن تحققها مثل هذه الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يساهم في إحداث نقلة نوعية في مجالات عدة مثل النقل والطاقة والتكنولوجيا.