على الرغم من التوقعات العالية التي أحاطت بإطلاق هاتف آيفون 16، خاصة بعد تضمينه ميزات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أظهرت أرقام الطلبات المسبقة استجابة باهتة من المستهلكين، مما أثار تساؤلات حول نجاح الهاتف في تلبية توقعات آبل.
ورغم أن الشركة راهنت على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوسيع قاعدة عملائها، إلا أن النتائج الأولية تكشف عن تحديات قد تكون أكبر مما توقعت.
تراجع حاد في المبيعات مقارنة بالعام الماضي
كشف المحلل المتخصص مينغ-تشي كو أن آبل باعت حوالي 37 مليون جهاز من سلسلة آيفون 16 في الأسبوع الأول فقط من إطلاق الهاتف، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 12% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
هذا الرقم أقل بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة ملحوظة في المبيعات بفضل الابتكارات التي يقدمها الجهاز، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والكاميرات المتطورة.
وتشير البيانات إلى أن الهواتف الأعلى سعرًا في السلسلة شهدت أكبر تراجع في المبيعات. فقد هبطت مبيعات طراز iPhone 16 Pro بنسبة 27%، بينما تراجعت مبيعات طراز Pro Max بنسبة 16%.
في المقابل، شهد الطراز الأساسي وطراز Plus بعض التحسن الطفيف في الطلب، وهو ما يثير المزيد من الأسئلة حول خيارات المستخدمين واهتماماتهم في هذا الإصدار الجديد.
في تحليل لسبب تراجع المبيعات، أشار المحلل المالي أنجيلو زينو إلى أن المستخدمين قد شعروا بأن التحسينات التي طرأت على الطرازات الأساسية كانت كافية، وخاصة في ما يتعلق بالكاميرات والمعالجات.
وقال زينو: “النسخ العادية توفر تحسينات كبيرة في الأداء والكاميرا، مما جعل المستخدمين يعتبرون أن هذه المزايا تلبي احتياجاتهم، دون الحاجة للانتقال إلى الإصدارات الأغلى”.
لكن هناك عوامل أخرى قد تكون ساهمت في هذا التراجع، أبرزها أن آبل لم تطلق بعض ميزات الذكاء الاصطناعي التي كانت تأمل في أن تساهم في جذب مزيد من المستخدمين. إذ يُنتظر أن تقوم الشركة بإضافة هذه الميزات في تحديثات لاحقة، مما يعني أن الهاتف قد لا يكون قد قدم كامل إمكانياته بعد.
من جهة أخرى، تواجه آبل منافسة شرسة في أسواق مهمة مثل السوق الصيني، الذي يعتبر من أكبر الأسواق للهواتف الذكية في العالم. بينما يسعى المنافسون المحليون مثل هواوي وشاومي إلى تقديم هواتف ذكية تتمتع بميزات مماثلة أو حتى تفوقها في بعض الحالات، فإن القدرة التنافسية لآبل في هذه الأسواق أصبحت مهددة، وعلى الرغم من محاولات آبل تعزيز وجودها في الصين، إلا أن العروض المنافسة قد تكون هي السبب في ضعف الإقبال على آيفون 16.
على الرغم من هذه التراجعات، هناك بعض المؤشرات التي قد تبشر بانتعاش المبيعات في المستقبل، فقد أعلنت شركة T-Mobile، وهي واحدة من أكبر مشغلي الهواتف في الولايات المتحدة، عن زيادة في مبيعاتها مقارنة بالعام الماضي، مما يشير إلى أن هناك طلبًا مستمرًا على آيفون 16 في بعض الأسواق.
علاوة على ذلك، يتوقع المحللون أن يشهد الهاتف انتعاشًا في المبيعات مع اقتراب موسم العطلات، حيث من المعروف أن هذا الموسم يشهد زيادة كبيرة في مشتريات الهواتف الذكية، وبفضل التحسينات التي أجرتها آبل في سلسلة التوريد، تم تقليص فترات الانتظار الطويلة، مما قد يجعل الهاتف أكثر توافرًا للمستهلكين في وقت قريب.
على الرغم من هذه الأرقام الأولية، لا تزال آبل في مرحلة جمع البيانات المتعلقة بالمبيعات. ومن المتوقع أن تُعلن الشركة عن الأرقام الرسمية في الشهر المقبل، ولكن هذه الأرقام ستغطي فترة لا تتجاوز 17 يومًا فقط من المبيعات.
لذلك، من المبكر جدًا إصدار حكم نهائي بشأن نجاح أو فشل آيفون 16، خاصة وأن موسم العطلات قد يقدم فرصة لإحداث تحسن ملحوظ في المبيعات.
في الختام، بينما تواجه آبل تحديات في بداية إطلاق آيفون 16، لا تزال الشركة تملك العديد من الأوراق الرابحة، التحسينات المستمرة في سلسلة التوريد، إلى جانب الإمكانيات الجديدة التي ستُضاف في التحديثات القادمة، قد تساهم في إنعاش المبيعات في الأسابيع القادمة.