في حادثة أثارت تساؤلات كثيرة، عثرت السلطات في سان فرانسيسكو على جثة الباحث سوشير بالاجي (26 عامًا) في شقته في 26 نوفمبر 2024، بعد تلقي بلاغ من أحد الأشخاص يطلب التحقق من سلامته.
وأكد مكتب الطب الشرعي في المدينة أن سبب الوفاة هو الانتحار، مستبعدًا الشبهة الجنائية. لكن الظروف المحيطة بالحادثة والتوقيت المرتبط بها أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هناك أسباب أخرى وراء الوفاة.
الجدل حول ممارسات OpenAI
بالاجي كان قد أثار جدلاً واسعًا في الأشهر الأخيرة بعد أن كشف عن ممارسات وصفها بالضارة في شركة OpenAI، حيث عمل باحثًا لمدة أربع سنوات.
وفي أكتوبر الماضي، صرح في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز باتهامه للشركة بانتهاك قوانين حقوق النشر الأمريكية أثناء تطوير روبوت المحادثة الشهير ChatGPT.
وأوضح بالاجي في تلك المقابلة أن “استخدام OpenAI للبيانات المحمية بحقوق النشر في بناء ChatGPT يخالف القانون”، مُشيرًا إلى أن “تقنيات مثل ChatGPT تلحق الضرر بالإنترنت”، وهي تصريحات لاقت ردود فعل قوية داخل أوساط التقنية، في المقابل، أكدت OpenAI في وقت لاحق أن نماذجها “تتدرب على بيانات متاحة للجمهور فقط” ورفضت الاتهامات الموجهة إليها.
الجدل حول ممارسات OpenAI جاء في وقت حرج بالنسبة للشركة، حيث تواجه سلسلة من الدعاوى القضائية من ناشرين أمريكيين وكنديين، بينهم صحيفة نيويورك تايمز.
بالإضافة إلى ذلك، رفع عدد من الكتاب البارزين مثل جون جريشام دعاوى ضد الشركة بتهمة استخدامها غير القانوني للمقالات الإخبارية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، الدعاوى القضائية هذه تعد جزءًا من معركة أوسع نطاقًا حول حقوق النشر وملكية البيانات في العصر الرقمي.
بالاجي، الذي نشأ في كوبرتينو بكاليفورنيا ودرس علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا بيركلي، كان معروفًا بإبداعه وإسهاماته في مجال الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، قرر مغادرة OpenAI في أغسطس 2024 للتركيز على مشاريعه الشخصية.
وتأتي وفاته بعد فترة من مغادرته الشركة، مما يثير العديد من الأسئلة حول حالته النفسية، خاصة في ضوء الجدل الذي أثارته تصريحاته عن الشركة.
في أعقاب الإعلان عن وفاته، أصدرت OpenAI بيانًا أعربت فيه عن حزنها العميق للخبر، وقالت الشركة: “نحن في OpenAI نعبّر عن خالص تعازينا لعائلة سوشير بالاجي، ونعترف بمساهماته في مجال البحث العلمي”، ورغم هذه التعازي، يظل الغموض يكتنف وفاة بالاجي، ويبحث الكثيرون عن مزيد من التفاصيل حول الأحداث التي سبقت وفاته.
هذه الواقعة تطرح العديد من الأسئلة حول تأثير الانشقاق داخل الشركات الكبرى مثل OpenAI، وكيف يمكن لمواقف الباحثين والمطورين أن تؤثر على مسيرتهم الشخصية والمهنية.
كما تثير القضية أيضًا تساؤلات حول طبيعة النزاعات القانونية التي قد تطرأ بين الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر، وما إذا كانت هذه النزاعات ستستمر في تصعيد التوترات داخل صناعة تكنولوجيا المعلومات.
تبقى وفاة سوشير بالاجي في ظروف غامضة مفتوحة للبحث والتحليل، في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تزايدًا في الأضواء والضغوط القانونية التي تلاحق عمالقة مثل OpenAI.