في خطوة متوقعة من قبل الأسواق المالية، أعلن الفيدرالي الأمريكي، برئاسة جيروم باول، خفض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، لينخفض من مستوى 4.75% إلى 4.5%. ويأتي هذا القرار في سياق الجهود المستمرة لمكافحة ضغوط التضخم التي أثرت على الاقتصاد الأمريكي منذ جائحة كورونا. ويهدف الفيدرالي من هذه الخطوة إلى تهدئة الأسواق وتخفيف الأعباء الاقتصادية، ولكن هذا القرار لم يكن دون تأثيرات ملحوظة على أسواق السلع، وخاصة الذهب والفضة.
تأثير خفض الفائدة على أسعار الذهب والفضة
شهدت أسعار الذهب تراجعا ملحوظا بعد إعلان الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة. تراجعت العقود الفورية للذهب بنسبة 1.14% لتصل إلى 2616.66 دولار للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة لفبراير بنسبة 1.1% لتسجل 2632.9 دولار للأوقية. كذلك، تراجعت أسعار الفضة بنسبة 1.6% لتصل إلى 30.44 دولار للأونصة. يعزى هذا الهبوط إلى تفضيل المستثمرين للأصول ذات العائد الثابت على الذهب والفضة التي لا تقدم عوائد فورية.
استقرار أسعار الذهب في ظل قرارات الفيدرالي
استقرت أسعار الذهب العالمية خلال تداولات اليوم الأربعاء، بعد التراجع الذي شهدته يوم أمس. وتتداول سعر أونصة الذهب حاليا عند 2645 دولارا بعد افتتاح التداولات عند 2646 دولارا، حيث سجلت أعلى مستوى عند 2651 دولارا وأدنى مستوى عند 2642 دولارا. وتركز الأسواق حاليا على قرار السياسة النقدية من الفيدرالي لمحاولة فهم مستقبل السياسة النقدية وأثرها على أداء الذهب.
توقعات الفيدرالي لأسعار الفائدة في السنوات القادمة
أوضح مسؤولو الفيدرالي أن وتيرة خفض أسعار الفائدة ستتباطأ في العام المقبل مقارنة بالأشهر القليلة الماضية. ومن المتوقع أن يتم خفض سعر الفائدة الرئيسي مرتين أو ثلاث مرات فقط في عام 2025، بدلاً من التخفيضات الأربعة التي كان يتوقعها صناع السياسات قبل ثلاثة أشهر. تأتي هذه التوقعات في ظل التباطؤ الملحوظ للتضخم، الذي انخفض إلى 2.3% في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن بلغ ذروته عند 7.2% في يونيو/حزيران 2022.
تأثير خفض الفائدة على الاقتصاد الأمريكي
رغم انخفاض التضخم، إلا أنه لا يزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%. وفي الوقت نفسه، يواصل الاقتصاد نموه السريع. أظهر التقرير الشهري للحكومة عن مبيعات التجزئة أن الأمريكيين، خاصة ذوي الدخل المرتفع، ما زالوا على استعداد للإنفاق بحرية. وبالنسبة لبعض المحللين، يزيد هذا من خطر أن تؤدي المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة إلى تعزيز الاقتصاد بشكل مفرط، وبالتالي إبقاء التضخم مرتفعاً.
تأثير سياسة ترامب على الفيدرالي
اقترح الرئيس المنتخب دونالد ترامب مجموعة من التخفيضات الضريبية وتقليص اللوائح التنظيمية التي قد تحفز النمو الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، هدد ترامب بفرض مجموعة متنوعة من الرسوم الجمركية والسعي إلى ترحيل جماعي للمهاجرين، ما قد يؤدي إلى تسريع التضخم. وأكد مسؤولو الفيدرالي أنهم لن يكونوا قادرين على تقييم تأثير سياسات ترامب حتى تتضح تفاصيلها ومدى احتمالية تنفيذها.