يخطط “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” (UNDP) والحكومات الأفريقية، ومعهما القطاع الخاص، لجمع مليار دولار، وفتح سلسلة من مراكز التكنولوجيا في جميع أنحاء القارة، لتعزيز الابتكار في الشركات الناشئة.
كشف البرنامج في بيان عبر البريد الإلكتروني أن أول المراكز العشرة التي ستشكل “جزءاً من أكبر مبادرة في العالم لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في أفريقيا”، سيتم افتتاحها في مركز الابتكار التابع لـ”برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” في لاغوس بنيجيريا هذا الأسبوع.
لفتت أهونا إزياكونوا، الأمينة العامة المساعدة ومديرة مكتب “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” في أفريقيا، إلى أن هذه “محطة رئيسية في الرحلة نحو إحداث ثورةٍ في مجال الشركات الناشئة في القارة”.
أشار “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” إلى أن مراكز التكنولوجيا الأخرى التي سيتم إطلاقها في 2024 تشمل مركز التكنولوجيا الصحية في كيغالي عاصمة رواندا، ومركز التكنولوجيا الزراعية في أكرا عاصمة غانا، ومركز لتكنولوجيا التعدين في لوساكا عاصمة زامبيا.
أضاف أن المراكز والمنشأة البالغة قيمتها مليار دولار، والتي سيتم جمعها من المؤسسات الخاصة والعامة، ستدعم أكثر من 10 آلاف شركة تكنولوجيا وشركة ناشئة يقودها شباب في مختلف القطاعات الاقتصادية في القارة.
تعد أفريقيا الأسرع نمواً من جهة عدد السكان، وهي موطن لأكبر عدد شباب في العالم، ويستخدم الشباب البارعون في التكنولوجيا هواتفهم المحمولة بشكل متزايد لسد الفجوات في الخدمات.
فتح هذا الواقع مساحة مربحةً وسريعةَ النمو في قطاعات مثل التمويل والزراعة والرعاية الصحية للشركات الناشئة، وأدى إلى ظهور ما يسمى بشركات “اليونيكورن”، أو الشركات التي تم تقييمها بما لا يقل عن مليار دولار قبل طرحها في السوق، مثل “فلاتر ويف” (Flutterwave)، و”إنتر سويتش” (Interswitch)، و”جوميا” (Jumia).
الاستثمارات تراجعت 31% في 2023
تمثل هذه المبادرة دفعة كبيرة للتكنولوجيا الأفريقية والشركات الناشئة بعد انخفاض تدفقات رأس المال الاستثماري العام الماضي.
وفقاً لتقرير صادر عن جمعية رأس المال الخاص الأفريقية ومقرها لندن، انخفضت هذه الاستثمارات 31% في 2023 إلى 4.5 مليار دولار مقارنة بالعام السابق، بعد أن تخلى المستثمرون عن الاقتصادات الأفريقية التي تعاني من ارتفاع التضخم وضعف العملات المحلية.
أفاد “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” أن المراكز سيُطلق عليها اسم “تمبكتو” نسبة إلى تمبكتو في مالي التي كانت ذات يوم قوة تجارية ذات شهرة عالمية. تابع البرنامج التابع للأمم المتحدة أن المبادرة أطلقت أيضاً وحدات الابتكار الجامعي في 13 مدينة أفريقية كمراكز للبحث والتطوير، “ما يوفر مساحة للمبتكرين الشباب لتحويل أفكارهم إلى منتجات قابلة للحياة ومشاريع مربحة”.