في إطار العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر وفرنسا، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الأحد، إلى مصر في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، سيتم خلالها مناقشة العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وكشف محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، سياسيًا واقتصاديًا، في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية.
وأوضح، خلال لقاء ببرنامج “ملف اليوم”، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الزيارة تحمل بعدين رئيسيين، الأول “اقتصادي” يتمثل في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، خاصة في ظل طموح القاهرة لرفع الاستثمارات الفرنسية إلى مليار يورو هذا العام، والثاني “سياسي” يرتبط بالوضع المتأزم في الشرق الأوسط، خاصة في قطاع غزة.
قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن
أشار أبو شامة إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن؛ لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن الأزمة هناك تمثل “مفتاحًا” لباقي ملفات المنطقة.
طارق فهمي: فرنسا تتحرك في النطاق الأوروبى لتطبيق فكرة حل الدولتينطارق فهمي: فرنسا تتحرك في النطاق الأوروبى لتطبيق فكرة حل الدولتين
فرنسا والجزائر تسعيان لطي صفحة التوتر واستئناف التعاون الثنائيفرنسا والجزائر تسعيان لطي صفحة التوتر واستئناف التعاون الثنائي
الإحصاء: 22.4 % ارتفاعاً في قيمة الصادرات المصرية إلى فرنسا خلال عام 2024الإحصاء: 22.4 % ارتفاعاً في قيمة الصادرات المصرية إلى فرنسا خلال عام 2024
رسامة خمسة دياكونيين جدد لـ شمالي فرنسا .. صوررسامة خمسة دياكونيين جدد لـ شمالي فرنسا .. صور
21 أبريل .. آخر موعد للحصول على منحة لحضور قمة البحث العلمي في فرنسا21 أبريل .. آخر موعد للحصول على منحة لحضور قمة البحث العلمي في فرنسا
السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط
فيما يخص السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، أوضح أن علاقات باريس بالمنطقة تتأرجح على طريقة “البندول”، بين دعمها التقليدي لإسرائيل منذ 1948، وبين محاولتها الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية.
وأكد أن فرنسا كانت داعمًا قويًا لإسرائيل في بداية أزمة “طوفان الأقصى”، لكنها بدأت تتخذ مواقف أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية، خاصة مع تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب؛ نتيجة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والصور “الوحشية” القادمة من غزة.
وأضاف أن هذا التحول في الموقف الفرنسي، جاء نتيجة ضغط إنساني وأخلاقي، حيث بات من الصعب على فرنسا أن تستمر في دعم تسليحي لإسرائيل بينما تُرتكب مجازر في غزة، مشيرًا إلى أن زيارة ماكرون تهدف أيضًا إلى دفع جهود وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد أن لفرنسا دور نشط في ملفات لبنان وسوريا، خاصة فيما يتعلق بمحاولة تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني، وسحب إسرائيل من بعض النقاط التي تحتلها، قائلاً إن هذه الملفات ستُبحث بعمق بين الجانبين المصري والفرنسي خلال الزيارة.
قيمة التبادل التجاري بين مصر وفرنسا
ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وفرنسا بنسبة 14.7% في عام 2024، لتصل إلى 2.9 مليار دولار مقارنة بـ2.5 مليار دولار في 2023، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.
وضمت قائمة أبرز صادرات مصر إلى فرنسا العام الماضي كلاً من الأجهزة الكهربائية، والأسمدة، والوقود المعدني، والملابس، والمنتجات الكيميائية، والخضراوات والفواكه. في المقابل، شملت الواردات الفرنسية إلى مصر منتجات طيران، ومركبات، وآلات، وسيارات، ودراجات، وجرارات، ومنتجات ألبان.
تحديات عالمية تربط العالم
تأتي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر في لحظة حساسة يشهد فيها العالم حالة من انعدام اليقين، نتيجة قرارات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والتي أثارت مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.
تداعيات هذه التوترات ظهرت جلياً في تراجعات الأسواق العالمية والعربية اليوم، وسجل الجنيه المصري أدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي.
الضغوط لا تقتصر على الأسواق الناشئة، بل تمتد أيضاً إلى الاقتصاد الفرنسي الذي يواجه تباطؤاً ملحوظاً في النمو. إذ تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا سينمو بنسبة لا تتجاوز 0.1% في الربع الأول من 2025، بعد انكماش مماثل في نهاية 2024. وحتى الربع الثاني، لا يُتوقع أن يتجاوز النمو 0.2%، وذلك وفق تقديرات سابقة على إعلان ترمب لسياساته التجارية الجديدة.