شهدت أسواق الذهب في مصر تطورات غير مسبوقة اليوم السبت 12 إبريل 2025، حيث سجل الجنيه الذهب مستويات قياسية لأول مرة في تاريخه، متجاوزًا حاجز الـ 38 ألف جنيه.
جاء هذا الارتفاع نتيجة لزيادة ملحوظة في أسعار الذهب عالميًا، حيث تجاوز سعر عيار 21 الأكثر مبيعًا في مصر 4700 جنيه، وهو ما يثير تساؤلات حول تداعيات هذه الزيادة على السوق المحلي والأفراد الذين يتطلعون للاستثمار في المعدن الأصفر.
أسعار الذهب في مصر
تستمر أسعار الذهب في مصر في تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة، خاصة بعد إضافة رسوم التصنيع والضريبة والدمغة. وفقًا للبيانات المعلنة، جاءت أسعار الذهب في السوق المحلي اليوم على النحو التالي:
-
عيار 24: سجل سعر الذهب 5360 جنيهًا.
-
عيار 21: سجل سعر الذهب 4690 جنيهًا.
-
عيار 18: سجل سعر الذهب 4020 جنيهًا.
هذا الارتفاع في أسعار الذهب يعتبر أكبر قفزة يشهدها السوق المصري، حيث يتوقع المتعاملون في السوق استمرار هذا الارتفاع في الفترة المقبلة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية والمحلية.
الذهب في الأسواق العالمية
على المستوى العالمي، شهد الذهب أيضًا قفزة كبيرة، حيث أغلق الذهب العالمي قرب 3237 دولارًا للأوقية، وهو مستوى لم يشهده السوق منذ فترة طويلة.
هذا الصعود الكبير في أسعار الذهب يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من التوتر بسبب تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك زيادة التوقعات بتراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع مستويات التضخم.
الأسباب وراء الارتفاع الكبير في أسعار الذهب
أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع أسعار الذهب هو التوترات التجارية العالمية، حيث قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ إيقاف فرض الرسوم الجمركية “التبادلية” على الدول الأخرى، بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من ذلك، استمر ترامب في رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية كعقاب لبكين على تحركاتها في ردها على السياسة الأمريكية.
ومع ذلك، لم يقلل هذا التوقف عن الرسوم الجمركية من المخاوف في الأسواق العالمية بشأن تداعيات الحرب التجارية، والتي تسببت في حالة من الفوضى على مستوى الاقتصاد العالمي.
كما أن هناك تزايدًا في التوقعات بتراجع معدلات النمو في الاقتصاد العالمي وارتفاع معدلات التضخم، مما عزز من طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.
الذهب كملاذ آمن
في هذه الأوقات من عدم اليقين الاقتصادي، يلعب الذهب دور “الملاذ الآمن” الأول للمستثمرين، حيث يتجه العديد من المستثمرين إلى شراء الذهب كحماية ضد التذبذبات في الأسواق المالية.
هذا التحول في استراتيجيات الاستثمار بات واضحًا مع تزايد عمليات البيع في سوق الأسهم الأمريكية، حيث انتقل العديد من المستثمرين إلى الاستثمار في الذهب بعد هذه التحركات.
تأثير ارتفاع الذهب على السوق المصري
الارتفاع الكبير في أسعار الذهب له تأثيرات ملحوظة على السوق المصري، خاصة مع ارتفاع أسعار الجنيه الذهب، الذي تجاوز لأول مرة 38 ألف جنيه.
يعكس هذا الارتفاع حالة من التضخم المستمر في الأسعار ويؤثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين.
في الوقت نفسه، يتوقع العديد من المحللين الاقتصاديين أن تستمر أسعار الذهب في تسجيل زيادات أخرى على المدى القصير، في ظل استمرار التوترات الاقتصادية العالمية.
يبدو أن سوق الذهب في مصر والعالم على موعد مع تقلبات كبيرة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، في ظل الضغوط الاقتصادية والتجارية التي تواجهها العديد من الدول.
يبقى الذهب في هذه الأوقات ملاذًا آمنًا للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على قيمة أموالهم في ظل عدم اليقين العالمي.
في الوقت نفسه، يظل السوق المصري في حالة ترقب لما سيحدث في الأيام القادمة، خاصة في ظل أسعار الذهب القياسية التي قد تستمر في الارتفاع أو التراجع بشكل مفاجئ.