أكد الدكتور محمود محيي الدين، الخبير الاقتصادي ومبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن السياسات التجارية الأمريكية، رغم تحفظاته عليها، قد تفتح آفاقًا للدول العربية إذا استثمرت بشكل استراتيجي في تعزيز التعاون الاقتصادي.
أهمية زيارة السيسي إلى قطر والكويت
خلال حواره في برنامج “الحياة اليوم” مع الإعلامية لبنى عسل، أشاد محيي الدين بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى قطر والكويت، التي أثمرت عن استثمارات مشتركة، معتبرًا أنها خطوة رئيسية نحو التكامل الاقتصادي العربي وسط التحولات العالمية.
وأبرز محيي الدين أهمية الزيارات المتبادلة بين مصر وقادة دول مثل تونس وإندونيسيا وسنغافورة، بالإضافة إلى العلاقات القوية مع فرنسا، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تعزز مكانة مصر كمركز للتعاون الإقليمي.
ودعا الدول العربية إلى إعادة توجيه استثماراتها نحو مشاريع طويلة الأجل تركز على تطوير الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب والصحة، مؤكدًا أن الاستفادة من التحديات التجارية العالمية تتطلب بناء علاقات اقتصادية متينة قائمة على التجارة والاستثمار لتحقيق تنمية مستدامة.
وأكد أنه تابع باهتمام بالغ العديد من الزيارات المتبادلة، سواء تلك التي استقبلتها مصر من رؤساء تونس وإندونيسيا وسنغافورة – الأعضاء البارزين في مجموعة الآسيان ذات النمو المرتفع والمهتمة بمصر والعالم العربي – أو الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية إلى دول خليجية شقيقة.
فوائد محتملة لإجراءت ترامب
وأشار إلى أهمية العلاقات التاريخية التي تربط مصر بفرنسا، الدولة المتوسطية العضو في مجموعة الدول السبع.
واعتبر الدكتور محيي الدين أن الإجراءات التجارية “غير الموفقة” التي تتخذها الولايات المتحدة قد تحمل في طياتها فوائد محتملة إذا أحسنت الدول العربية استغلالها في تعزيز الاستثمارات طويلة الأجل والارتقاء بالإنتاجية، مع التركيز بشكل خاص على تطوير الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب والرعاية الصحية.
وشدد على أهمية استغلال هذه الفرص لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي، مشيرًا إلى أن هناك توجهًا إقليميًا متزايدًا نحو التكامل، وأن التركيز على بناء علاقات اقتصادية قوية قائمة على التجارة والاستثمار والتعاون هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
فيما أوضح أن إجراءات ترامب الأخيرة قد تؤدي إلى إضعاف قوة الدولار الأمريكي والتحول إلى سلات من العملات المتنوعة، مضيفا أن الاقتصاد المصري يتعرض لنفس الصدمات والأزمات العالمية التي تعاني منها مختلف الدول.
وأكد أن مصر حققت نقلات نوعية في مشروعات البنية الأساسية ومختلف المجالات التي تزيد من فرص جذب الاستثمارات، مضيفا أن مصر أكثر الدول التي تأثرت اقتصاديا بسبب الحرب على غزة والاضطرابات في البحر الأحمر.