سجلت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً على الصعيد المحلي والعالمي أيضاً، ، بلغت 3300 دولار أمريكي للأونصة، بعد أن كانت قد ارتفعت إلى مستويات قياسية خلال الأيام الماضية وبلغت ذروتها الثلاثاء، لتتجاوز 3500 دولار أمريكي للأونصة، مع استمرار بحث المستثمرين عما يُسمى بأصول “الملاذ الآمن”، بديلا عن العملة الأمريكية.
وعلى الصعيد المحلي شهدت أسعار الذهب حالة من الاستقرار، اليوم الخميس وذلك بعد التراجعات التي شهدها المعدن الأصفر عالميًا ومحليًا خلال الساعات الماضية.
تقلبات سعر الذهب في مصر
وبعدما استقرت أسعار الذهب في السوق المحلي، اليوم الخميس الموافق 24 إبريل 2025، نستعرض في السطور التالية تحديثات أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الخميس:
- عيار 24: 5451 جنيهًا.
- عيار 21: 4770 جنيهًا.
- عيار 18: 4089 جنيهًا.
- عيار 14: 3180 جنيهًا.
- الجنيه الذهب: 38160 جنيهًا.
أسباب تقلبات سعر الذهب
وعن أسباب هذا التذبذب في أسعار الذهب يرى علىي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولى و عضو الجمعية المصرية للاقتصاد و التشريع، أن الذهب أصبح الأن الملاذ الآمن للمستثمرين في الولايات المتحدة وخارجها، والتراجع الأخير نتيجة عمليات “جني أرباح من المستثمرين بعد الارتفاع الكبير، بالإضافة إلى عوامل أخرى سياسية واقتصادية في الولايات المتحدة.”
غالبا ما كان الدولار الأمريكي أحد الملاذات الآمنة للمستثمرين لتحقيق الأرباح، وكانت قيمته ترتفع خلال اضطرابات السوق، لكن هناك عوامل حالية أثرت على قيمة الدولار بالنسبة للمستثمرين، منها ارتفاع الدين الأمريكي لمستويات قياسية مؤخراً والحاجة إلى سداد أقساط كبيرة، وهو ما يؤثر على شعور المستثمرين بالأمان.
نصائح الخبراء بسبب تقلبات سعر الذهب
وبحسب محللين في سوق المعادن الثمينة، فإن أسعار الذهب في مصر تعكس حركة الأسواق العالمية إلى جانب استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري داخل البنوك الرسمية، ما ساهم في الحد من تقلبات الأسعار داخلياً.
وتُشير التقديرات إلى احتمالية حدوث تحركات مفاجئة في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، في حال ظهور مستجدات على صعيد السياسات النقدية العالمية أو تصاعد التوترات الجيوسياسية.
ولا تزال أسعار الذهب في السوق المصرية خاضعة لعدة متغيرات مؤثرة، من أبرزها:
1. تحركات أسعار الذهب في البورصات العالمية.
2. تقلبات سعر صرف الدولار محلياً.
3. معدلات العرض والطلب، التي تتأثر بالمواسم والمناسبات الاجتماعية أو الأزمات الاقتصادية.
وينصح الخبراء المستثمرين بمتابعة مستجدات البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لما لها من تأثير مباشر على اتجاهات الذهب كملاذ آمن خلال المرحلة القادمة.

إقبال كبير على شراء الذهب عالميًا للحفاظ على المدخرات
ومع تراجع الذهب الأخير عن مستوياته القياسية، يرى الخبراء أنه بدأ مرحلة تسمى “التصحيح الاجباري” على المستوى الشهري، بعد عمليات الشراء الهائلة، وقد تمتد عملية التصحيح لفترة قصيرة أو طويلة على حسب الإجراءات والقرارات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، وقد يعود الذهب بعدها لتحقيق “موجة صعود كبيرة جديدة.”
منذ عودته للبيت الأبيض أشعل الرئيس ترامب سلسلة من الصراعات الداخلية والخارجية، بداية من تقليص الموظفين الحكوميين وتقليص أو منع التمويل عن بعض المؤسسات التعليمية والتنموية في البلاد، وأخيرا فرض تعريفات جمركية، وهو ما تسبب في حالة عدم يقين في الاقتصاد الأمريكي وتراجع الدولار وحتى السندات الأمريكية، وهو ما يعني صعود الذهب.
ويقول هاني الجمل، مدير تحرير التقرير الصيني بمؤسسة المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، إن الدولار سيتعافى حتما بعد تصريحات ترامب الأخيرة، لكن الأمر “لن يستمر طويلا”، وقد يعود الذهب ليحقق “قفزة كبيرة أخرى” في المستقبل القريب.
وأوضح تصريحاته هذه بأنه حتى الآن لا يوجد “توافق استراتيجي” داخل أمريكا لمواجهة صراعات ترامب خاصة مع الصين، التي بدأت تخفيض صاردات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعني “ضربة قوية لصناعة التكنولوجيا الأمريكية.”
ويشير الجمل إلى أن الصين “لاعب مؤثر” في المفاوضات الأمريكية الإيرانية الدائرة حاليا حول البرنامج النووي الإيراني، وبعد وضع مصفاة بترول صينية تابعة للنفط الإيراني قيد الحظر الأمريكي فهو يعني “مزيد من التصعيد الأمريكي”، وستكون هناك “تأثيرات سلبية” على المفاوضات وعلى الاقتصاد الأمريكي.
ويتفق الدكتور الإدريسي، مع أن تراجع الذهب قد يكون “مؤقتا”، نظرا لعدم اليقين في موقف ترامب السياسي والاقتصادي سواء من المسؤولين الأمريكيين او مع الصين وحتى الحلفاء في أوروبا.