يعتبر الالتزام بضوابط مناسك الحج هو ما يجعل هذه الفريضة تُؤدى على الوجه الصحيح المقبول، ويعود أثرها على الفرد والمجتمع بالخير والبركة. والحاجُ الحريصُ هو من يسعى للفهم الصحيح والعمل المتقن، طمعًا في الحج المبرور، الذي جزاؤه الجنة كما أخبر رسول الله ﷺ.
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو عبادةٌ عظيمة تجمع بين العبادة القلبية والبدنية والمالية، ولها ضوابط شرعية يجب على كل مسلم ومسلمة الالتزام بها لأداء هذه الفريضة كما أمر الله ورسوله ﷺ.
أولاً: الضوابط العامة لأداء الحج
-
الإخلاص لله تعالى
-
يجب أن يكون القصد من أداء الحج هو التقرب إلى الله وحده، دون رياء أو سمعة، امتثالًا لقوله تعالى:
“وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين”.
-
-
اتباع السنة النبوية
-
لا يُقبل الحج إلا إذا كان وفق ما جاء عن النبي ﷺ، حيث قال:
“خذوا عني مناسككم” (رواه مسلم).
-
-
الاستطاعة
-
يشترط أن يكون الحاج قادرًا ماديًا وجسديًا على أداء المناسك، لقوله تعالى:
“ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”.
-
ثانيًا: ضوابط تتعلق بالإحرام
-
النية والإحرام من الميقات المحدد
-
يجب الإحرام من الميقات المكاني المخصص لكل بلد، ولا يجوز تجاوزه دون إحرام إلا مع الفدية.
-
-
الامتناع عن محظورات الإحرام
-
مثل: قص الشعر أو الأظافر، التعطر، تغطية الرأس (للرجال)، لبس المخيط (للرجال)، عقد النكاح، وغيرها.
-
ثالثًا: ضوابط أداء المناسك
-
الوقوف بعرفة
-
هو ركن الحج الأعظم، ولا يصح الحج بدونه، ويبدأ من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة إلى فجر يوم النحر.
-
-
المبيت بمزدلفة
-
بعد الإفاضة من عرفة، يُبيت الحاج في مزدلفة ويجمع المغرب والعشاء هناك.
-
-
رمي الجمار
-
تبدأ من يوم النحر (جمرة العقبة الكبرى) ثم في أيام التشريق الثلاثة، ويُراعى ترتيب الرمي والعدد الصحيح.
-
-
الطواف والسعي
-
طواف الإفاضة ركن لا يتم الحج إلا به، وكذلك السعي بين الصفا والمروة لمن لم يسعَ بعد طواف القدوم.
-
-
الحلق أو التقصير
-
بعد رمي جمرة العقبة يُحلق الرجل رأسه أو يُقصّر، وتقصّر المرأة جزءًا من شعرها قدر أنملة.
-
رابعًا: ضوابط تتعلق بالسلوك والأدب
-
الابتعاد عن الجدال والرفث والفسوق
-
قال تعالى:
“فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”.
-
-
الرحمة والتعاون مع الحجاج
-
الحج موسم اجتماع عظيم، لذا يجب التحلي بالأخلاق العالية والتيسير على الآخرين.
-
-
الالتزام بالتعليمات التنظيمية
-
خاصة في وقتنا المعاصر، لتجنب الزحام والأذى، ولضمان سلامة الحجاج جميعًا.
-
ضوابط وشروط الإحرام في الحج
أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصل يدعى محمد يحيى، حول سبب منع التطيب أثناء الإحرام في الحج رغم أنه من المستحب التطيب في بعض المناسبات مثل صلاة الجمعة، حيث أشار إلى أنه في مناسبات أخرى، مثل صلاة الجمعة، يُستحب أن يتطيب المسلم حتى يكون له رائحة طيبة تشجعه على الصلاة.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: «المنع من التطيب أو أي مادة بها رائحة، أثناء الإحرام له دلالة كبيرة، في الحج، لا يجوز التطيب لأن الإحرام هو مرحلة من مراحل العبادة التي تقتضي من المسلم أن يخرج من الترف، ويترك الأمور الدنيوية التي قد تشغل ذهنه، فالحج ليس رحلة سياحية ولا ترفيهية، بل هو عبادة عظيمة، والغرض منه هو التذلل لله سبحانه وتعالى، والتوبة من الذنوب، والعودة بصفحة بيضاء».
وأضاف: «خلال الحج، المسلم يكون في حالة من التركيز على المناسك والعبادة، مثل الطواف حول الكعبة، وصلاة الصلوات في المسجد الحرام، ووقوفه في عرفات، وليس في ذهنه التفكير في التفاصيل مثل الطيب أو الراحة الجسدية، فهذه الرحلة الروحانية تتطلب التركيز الكامل على العبادة، وإزالة أي شيء قد يشغل الذهن عن هذه النية الطيبة».
وأشار إلى أن «إجبار المسلم على تحمل بعض الصعوبات خلال مناسك الحج، مثل منعه من التطيب، هو جزء من العبادة التي تحمل ثوابًا عظيمًا، وهذا التحمل يعزز العبادة ويزيد من قيمتها الروحانية، حيث يتعلم الحاج أن يصبر ويحتسب ثوابه عند الله».
مناسك الحج 2025
أعلنت دار الإفتاء المصرية أن يكون موعد بداية مناسك الحج 2025 كالتالي:
- يوم التروية من يوم الأربعاء بتاريخ 4 من شهر يونيو لعام 2025 ميلاديا، وهجريا بتاريخ 8 ذو الحجة 1446.
- يوم عرفة يبدأ من يوم الخميس بتاريخ 5 من شهر يونيو لعام 2025 ميلاديا، وهجريا بتاريخ 9 ذو الحجة 1446.
- يوم النحر يبدأ من يوم الجمعة بتاريخ 6 من شهر يونيو لعام 2025 ميلاديا، وهجريا بتاريخ 10 ذو الحجة 1446.
- أيام التشريق تبدأ من يوم السبت بتاريخ 7 من شهر يونيو لعام 2025 ميلاديا، وهجريا بتاريخ 11 ذو الحجة 1446، وتستمر حتي يوم الأثنين 9 يونيو 2025 ميلاديا، وهجريا يوم 13 ذو الحجة 1446.