تعيش أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والحذر بعد أن سجلت الأسعار أكبر تراجع شهري لها منذ عام 2021، وهو ما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات والطلب في ظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية المتلاحقة. ومع استقرار الأسعار نسبيًا اليوم الخميس 1 مايو 2025، تشير التقديرات إلى أن تحالف “أوبك+” يتجه نحو زيادة الإنتاج بوتيرة أعلى من المتوقع، ما قد يؤدي إلى استمرار الضغوط على الأسعار خلال الأشهر المقبلة.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تباطؤًا ملحوظًا، على وقع توترات تجارية تقودها الولايات المتحدة، وانكماش في الاقتصاد الأمريكي، وتراجع النشاط الصناعي في الصين، وهو ما ينعكس سلبًا على مستويات الطلب العالمي على الطاقة.
أسعار النفط اليوم الخميس 1 مايو 2025
-
خام غرب تكساس الوسيط: استقر عند نحو 58 دولارًا للبرميل، بعد تراجع بنسبة 3.7% أمس.
-
خام برنت: استقر قرب مستوى 61 دولارًا للبرميل.
هذا التراجع الشهري هو الأكبر منذ أربع سنوات، ويعكس مخاوف حقيقية من تخمة المعروض وضعف الطلب.
أوبك+ تتجه نحو زيادة الإنتاج
قرر تحالف “أوبك+” خلال اجتماعه في بداية أبريل زيادة الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من شهر مايو، وهي وتيرة تفوق التقديرات السابقة وتكافئ ما كان يُخطط له خلال ثلاثة أشهر.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن المملكة العربية السعودية أبلغت شركاءها في التحالف بأنها قادرة على تحمّل انخفاض الأسعار لفترة طويلة، ما يشير إلى استعدادها لمواجهة تحديات السوق دون التراجع عن خطط التوسع في الإنتاج.
اجتماع حاسم في الأفق
تتوقع ناتاشا كانيفا، كبيرة محللي الطاقة في “جيه بي مورجان”، أن يعمد التحالف في اجتماعه المرتقب في 5 مايو إلى تسريع وتيرة إعادة الإمدادات إلى السوق، ما قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الأسعار.
يُذكر أن هذه التوقعات تأتي في وقت يظل فيه الطلب العالمي هشًا، مع استمرار حالة عدم اليقين التجاري والاقتصادي.
الاقتصاد العالمي والطلب على النفط
- الاقتصاد الأمريكي: انكمش في الربع الأول من عام 2025 لأول مرة منذ 2022.
- الصين: تراجع النشاط الصناعي إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر 2023.
- الطلب العالمي: ظل مستقرًا عند 102 مليون برميل يوميًا في أبريل، وفقًا لمورجان ستانلي، وهو ما يخالف التوقعات بزيادة قدرها 500 ألف برميل يوميًا.
رغم انخفاض مخزونات النفط والبنزين في الولايات المتحدة، إلا أن هذه المؤشرات لم تكن كافية لدفع الأسعار نحو التعافي، في ظل المخاوف المتزايدة من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
التوترات التجارية تزيد من الضغوط
زاد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2 أبريل الماضي بفرض رسوم جمركية مرتفعة من حدة القلق العالمي، خاصة مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية موسعة، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الطاقة ويؤثر على استقرار الأسعار في الأجل القصير والمتوسط.