أقرت الجمعية العامة العادية وغير العادية لكل من الشركة القابضة لكهرباء مصر والشركة المصرية لنقل الكهرباء، قرار فصل “المصرية لنقل الكهرباء” عن “القابضة”، خلال اجتماعها الرسمي الذي عقد الأسبوع الماضي، ضمن خطوات تحرير سوق الكهرباء، ليطرح ذلك تساؤلًا حول ما إذا كان يعني الأمر تحرير أسعار الكهرباء؟
يأتي القرار بعد مرور نحو 10 سنوات على صدور قانون الكهرباء رقم 87 لسنة 2015، الذي نص في مادته 26 على أن تكون الشركة المصرية لنقل الكهرباء كيانًا مستقلًا مملوكًا للدولة، ومسؤولًا حصريًا عن نشاط نقل الطاقة وتشغيل الشبكة دون تدخل من شركات التوزيع أو أي أطراف أخرى داخل المرفق.
قانون الكهرباء الموحد
وكانت الحكومة قد أصدرت قرارًا مماثلًا بالفصل قبل 4 سنوات، إلا أن تنفيذه تعطل دون خطوات تنفيذية تُذكر، إلى أن تسارعت وتيرته مؤخرًا مع تولي الحكومة الجديدة، التي استعانت قبل 4 أشهر باستشاري متخصص لحصر الأصول والممتلكات تمهيدًا لاتخاذ إجراءات الفصل الفعلي.
ووفقًا لمشروع الموازنة العامة للدولة 2025-2026، فإنه تم تخصيص 75 مليار جنيه لدعم المواد البترولية، ونحو 75 مليار جنيه إضافية لدعم الكهرباء، و3.5 مليار جنيه لدعم توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، فيما أكد وزير الكهرباء، محمود عصمت في وقت سابق، بأنه لن يتم تحريك أسعار شرائح الكهرباء الحالية خلال يونيو المقبل.
وفي سبتمبر الماضي أقدمت الحكومة على تحريك أسعار شرائح الكهرباء بما يتراوح بين 14 و40% للمرة الثانية بعد زيادة جرى الإعلان عنها في يناير الماضي.
بدايةً لتحرير سوق الطاقة
يعد القرار بدايةً لتحرير سوق الطاقة والتوسع في الاستثمارات الأجنبية والمحلية، بالإضافة إلى دخول القطاع المنزلي والتجاري؛ لإنتاج وتوريد وبيع الطاقة للدولة.
وتكون الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بموجب القانون المرتقب إصداره، جهة مستقلة ومملوكة للدولة وتحت إدارة وزير الكهرباء، وسيكون جهاز تنظيم مرفق الكهرباء جهة مستقلة تتبع وزير الكهرباء والطاقة.
وتكون الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بموجب القانون المرتقب إصداره، جهة مستقلة ومملوكة للدولة وتحت إدارة وزير الكهرباء، وسيكون جهاز تنظيم مرفق الكهرباء جهة مستقلة تتبع وزير الكهرباء والطاقة.
ما دور وزارة الكهرباء؟
يتمثل دور وزارة الكهرباء من خلال القانون الجديد في محورَين؛ أولهما ترجمة وتفعيل خطة الطاقة التي يضعها مجلس الوزراء، إلى سياسات يتم تنفيذها للقطاع، وثانياً أن تكون الوزارة هي المسؤولة عن تأمين التغذية الكهربائية ومعالجة ضعف الاستثمارات، والعمل على زيادة القدرات التوليدية بالشبكة القومية للكهرباء لمواكبة الطلب على الطاقة.
يتمثل دور جهاز تنظيم مرفق الكهرباء في إصدار التراخيص الخاصة بإنتاج وتوزيع الكهرباء للشركات الخاصة أو الحكومية، وكذلك سحب التراخيص في حالة المخالفات، وسيقوم الجهاز بالرقابة والتأكد من عدم وجود ممارسات غير سليمة، من أجل تحرير السوق بما يؤدي إلى التأثير على حقوق المنافسين أو المستهلكين، وأعطى القانون المرفق السلطة اللازمة التي تتيح له الرقابة الجيدة على السوق، بالإضافة إلى وضع المعايير للتأكد من حسن الأداء وعدم وجود ممارسات احتكارية من كل الأطراف وإتاحة المعلومات للمستهلكين.
ويتضمن القانون بندًا لكفاءة الطاقة من خلال ضرورة تشجيع التوليد المتناثر والتوليد المشترك، بالإضافة إلى وضع مادة تستلزم وجود مدير مسؤول عن شؤون الطاقة في كل منشأة يزيد القدرة التعاقدية لها عن 500 كيلووات، ووجود سجل خاص باستهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تشجيع عملية كفاءة الطاقة وبطاقات الطاقة، والتخلص من الأجهزة العالية في استخدام الطاقة.
وشدد المصدر على أن قطاع الكهرباء سيظل قطاعًا حيويًّا؛ لأنه يمس كل قطاعات الدولة وحياة المواطنين، ولا يمكن للقطاع أن يخطئ أو تحدث به أخطاء وكوارث، وسيسمح للقطاع التجاري والمنزلي بإنتاج الطاقة وضخها على الشبكة القومية للكهرباء، وأن تتم محاسبته على تلك القدرات طبقاً للقطاع المنزلي والتجاري، والقانون لا يسمح بخصخصة شركات الكهرباء الحكومية.
