يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتثيبت أسعار الفائدة الأمريكية، في ظل معطيات الأرقام الاقتصادية الصادرة أخيراً، خاصة مع الضابية القائمة القائمة حاليا.
وقال كبير محللي الأسواق المالية في “FXPro”، ميشال صليبي، إن لهجة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تشير إلى التوجه نحو اتخاذ قرار بتثبيت أسعار الفائدة، وأن المؤشرات تظهر أن الناتج المحلي الإجمالي لأميركا تقلص، وهو الأمر الذي حدث لأول مرة منذ 2022، مشيرا إلى أن العامل الرئيس في ذلك ناتج عن ارتفاع وتيرة الواردات؛ استباقا لتطبيق الرسوم الجمركية.
صعود مؤشرات وول ستريت مستفيدة من التفاؤل بشأن الرسوم الجمركية
وتابع: صحيح أن هناك بعض المؤشرات التي كانت أحسن من التوقعات، خصوصا على مستوى سوق العمل، لكن علينا الانتظار حتى نرى تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد ككل.
يشار إلى أن الأسهم الأمريكية انتعشت الجمعة الماضية، ممحيةً الخسائر الحادة التي تكبّدتها عقب إعلان دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية في ما سماه “يوم التحرير” قبل شهر، وذلك بعد صدور بيانات قوية عن سوق العمل تجاوزت توقعات المحللين.
بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكية
فقد أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكية إضافة 177 ألف وظيفة خلال شهر أبريل، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى 135 ألف وظيفة فقط وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة “بلومبرغ”، رغم أن الرقم شكّل انخفاضًا مقارنة بشهر مارس.
وسجل مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 1.5% يوم الجمعة، متجاوزًا مستوى إغلاق الثاني من أبريل، وهو اليوم الذي كشف فيه الرئيس الأميركية عن خطة “التعريفات المتبادلة”. ويمثل هذا الارتفاع اليومي التاسع على التوالي للمؤشر، وهو أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2004، وواحدة من الأطول تاريخيًا وفقًا لتحليل نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”.
كان ترمب قد جدد انتقاداته لرئيس البنك المركزي يوم الأربعاء الماضي ، في وقت يتعرض فيه لضغوط متزايدة بسبب التداعيات السياسية والاقتصادية الناتجة عن التوسّع في فرض الرسوم الجمركية.
ومن المقرر أن تنتهي ولاية باول في مايو 2026.
التوقعات بشأن تثبيت أسعار الفائدة
يُتوقع على نطاق واسع أن يبقي “الاحتياطي الفيدرالي” أسعار الفائدة دون تغيير عندما يجتمع مجلس إدارته في واشنطن يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. على الرغم من تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد في ركود، أظهرت بيانات حكومية نُشرت يوم الجمعة أن عدد الوظائف ارتفع بمقدار 177 ألف وظيفة خلال أبريل، في مؤشر على قوة سوق العمل.
ضغوط ترامب على باول
إذا ما قرر “الفيدرالي” فعلاً الإحجام عن خفض الفائدة، فقد يتعرض باول، الذي عيّنه ترمب في عام 2018، لمزيد من الضغوط.
قال ترمب في المقابلة المسجلة يوم الجمعة إن باول لا يريد خفض الفائدة “لأنه لا يدعمني، وهو ببساطة لا يحبني لأنني أعتقد أنه عاجز تماماً”.
ذكرت “بلومبرغ” أن مساعدي ترامب البارزين، ومن بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، حثوه سراً على تهدئة الأسواق المتقلبة عبر التأكيد على أنه لا يخطط لإقالة باول. كان ترمب قد أثار المخاوف في منتصف أبريل عندما كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “لا يمكن لقرار إنهاء خدمة باول أن يأتي بالسرعة الكافية”، ثم قال للصحفيين في المكتب البيضاوي: “إذا أردته أن يغادر، فسوف يغادر بسرعة، صدقوني”.
دفاع ترامب عن الرسوم الجمركية
دافع ترمب كذلك عن سياسته التجارية، مؤكداً أن الشركات بدأت بنقل منشآتها الإنتاجية إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه لا يستبعد جعل الرسوم الجمركية دائمة.
قال: “لن أفعل ذلك، لأنه إذا اعتقد أحد أن الرسوم ستُلغى، فلماذا سيقوم ببناء منشأة في الولايات المتحدة”.
عند سؤاله مجدداً عما إذا كان يدرس الترشح لولاية ثالثة رغم أن الدستور يمنع ذلك، قال ترامب إنه في 30 مارس أخبر شبكة “إن بي سي” أن “الكثير من الناس يريدون مني أن أفعلها”، لكن الوقت لا يزال مبكراً لاتخاذ قرار. إلا أنه بدا يوم الأحد مستبعداً للفكرة.
قال: “هذا ليس شيئاً أسعى إليه”، مشيراً إلى نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو كخلفاء محتملين. أضاف: “أطمح إلى أربع سنوات عظيمة، ثم تسليم الراية لشخص آخر، ويُفضل أن يكون جمهورياً عظيماً يواصل المسيرة”.
توقعات “باركليز” و “جولدمان” بشأن أسعار الفائدة
توقع باركليز وجولدمان ساكس، أن يقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خفض أسعار الفائدة في يوليو، بعد تقرير للوظائف جاء أفضل من المتوقع.
البنكان كانا قد توقعا سابقا خفضا لأسعار الفائدة في يونيو، حيث أظهرت بيانات اليوم الجمعة ارتفاعا في الوظائف غير الزراعية بأكثر من المتوقع في أبريل، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%.
الفيدرالي كان قد أبقى في اجتماعه الأخير، على معدل الفائدة عند نطاق مستهدف بين 4.25% و4.5%، تماشيا مع التوقعات، فيما دفعت الرسوم الجمركية لتعديل التوقعات لمؤشرات الاقتصاد الأمريكي.
حتى سبتمبر 2024، كانت أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها في أكثر من 20 عاما عند نطاق بين 5.25% و5.5% في محاولة لكبح التضخم الذي بلغ ذروته عند 9.1% في يونيو 2022 قبل أن يتراجع إلى 2.8% فبراير الماضي.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان قد دعا اليوم سابقا رئيس مجلس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى خفض أسعار الفائدة، قائلا إن هذا هو “الوقت الأمثل” للقيام بذلك، وقال على منصة تروث سوشيال “خفّض أسعار الفائدة يا جيروم، وتوقف عن ممارسة السياسة!”.