شهدت أسواق الطاقة العالمية اليوم الاثنين 5 مايو 2025 انخفاضًا حادًا في أسعار النفط، وسط تحولات استراتيجية كبيرة من جانب تحالف “أوبك+”، الذي قرر تسريع وتيرة زيادات الإنتاج بشكل غير مسبوق. وجاء هذا القرار ليقلب موازين العرض والطلب في السوق الدولية، ويدفع بالأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ نحو شهر، ما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل الأسعار خلال النصف الثاني من العام.
وفي وقت كانت فيه الأسواق تتوقع نوعًا من التوازن الهش، جاء الاتفاق على رفع الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا خلال يونيو، ليزيد من إجمالي الزيادات في الفترة بين أبريل ويونيو إلى ما يقارب مليون برميل يوميًا. هذا التوجه أثار مخاوف المستثمرين من حدوث فائض كبير في المعروض، خاصة مع استمرار التراخي في التزام بعض الدول بحصصها الإنتاجية، وهو ما انعكس مباشرة في الأسواق على شكل هبوط حاد في الأسعار.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، لا سيما بعد إطلاق جماعة الحوثي صاروخًا باتجاه إسرائيل، ما دفع بالمراقبين للتساؤل هل نحن أمام موجة تقلبات جديدة في أسعار النفط؟ أم أن التوجه الإنتاجي الجديد لأوبك+ سيكون أقوى تأثيرًا من التهديدات الأمنية؟

أسعار النفط اليوم الاثنين 5 مايو 2025
- خام برنت: تراجع بمقدار 2.2 دولار (بنسبة 3.6%) ليسجل 59.03 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ 9 أبريل 2025.
- خام غرب تكساس الوسيط (WTI): انخفض بمقدار 2.3 دولار (بنسبة 4.05%) ليبلغ 55.93 دولارًا للبرميل.
قرار “أوبك+” يغير قواعد اللعبة
أعلن تحالف “أوبك+”، الذي يضم كبرى الدول المنتجة للنفط بقيادة السعودية وروسيا، عن تسريع وتيرة زيادات الإنتاج للشهر الثاني على التوالي، وذلك بإضافة 411 ألف برميل يوميًا في يونيو، مما يرفع إجمالي الزيادات لثلاثة أشهر (أبريل – مايو – يونيو) إلى 960 ألف برميل يوميًا.
ويعادل هذا الرقم نحو 44% من التخفيضات الأصلية التي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا، والتي تم إقرارها في عام 2022 لمواجهة تداعيات الجائحة وتذبذب الطلب العالمي.
خلافات داخلية وتهديدات بإلغاء التخفيضات
أشارت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” إلى أن السعودية تضغط باتجاه إلغاء جميع التخفيضات بحلول نهاية أكتوبر 2025، وذلك في ظل فشل بعض الدول، أبرزها العراق وكازاخستان، في الالتزام بحصص الإنتاج.
توقعات بانخفاض الأسعار خلال 2025 و2026
خفض بنك “باركليز” توقعاته المستقبلية لأسعار النفط، مشيرًا إلى أن تسارع التخلص من التخفيضات سيضغط على السوق. وجاءت التقديرات كالتالي:
- خام برنت 2025: 66 دولارًا للبرميل (بانخفاض 4 دولارات عن التوقع السابق).
- خام برنت 2026: 60 دولارًا للبرميل (بانخفاض دولارين).
هذه الأرقام تشير إلى توقعات طويلة الأمد بتراجع الأسعار، ما قد يضع ضغوطًا مالية على الدول المنتجة التي تعتمد على عوائد النفط في تمويل موازناتها.
توتر سياسي في الشرق الأوسط يزيد من حالة القلق
وفي سياق موازٍ، جاءت هذه التطورات وسط تصاعد حاد في التوترات الأمنية في الشرق الأوسط، حيث أطلقت جماعة الحوثي صاروخًا قرب مطار في إسرائيل، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التوعد برد قوي.
من جهتها، حذرت إيران على لسان وزير دفاعها بأنها “سترد بقوة” في حال تعرضها لأي هجوم، مما يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة، واحتمال تأثيره المفاجئ على أسعار النفط في حال تطور الصراع إلى مواجهات أوسع.
خلاصة المشهد
بين قرارات “أوبك+” التوسعية والتصعيد الأمني في الشرق الأوسط، يقف سوق النفط على مفترق طرق. فبينما يسعى المنتجون إلى زيادة الإيرادات عبر كميات الإنتاج، تحذر البنوك والمحللون من موجة انخفاضات حادة قد تهدد استقرار السوق.