سجلت أسعار النفط، تراجعًا ملحوظًا في نهاية تعاملات الأسبوع، وسط تصاعد التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، ما قد يفتح الباب أمام تخفيف العقوبات المفروضة على طهران وعودة كميات إضافية من النفط الإيراني إلى السوق العالمية.
انخفاض أسعار النفط
وانخفضت أسعار النفط الخميس للعقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يوليو بنسبة 2.36% أو ما يعادل 1.56 دولار لتغلق عند 64.53 دولارًا للبرميل، بعد أن كانت قد هبطت بأكثر من 3.7% خلال التعاملات المبكرة، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (نايمكس) الأمريكي تسليم يونيو بنسبة 2.42% أو 1.53 دولار لتسجل 61.62 دولارًا للبرميل.
أسباب تراجع أسعار النفط
وجاء هذا الانخفاض عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد فيها أن واشنطن تقترب من اتفاق نووي جديد مع إيران، مشيرًا إلى أن طهران قد “وافقت نوعًا ما” على الشروط المطروحة، مما رفع من احتمالات زيادة المعروض النفطي العالمي في حال رفع العقوبات.
توقعات وكالة الطاقة الدولية
وفي سياق متصل، توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط إلى 650 ألف برميل يوميًا خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، انخفاضًا من 990 ألف برميل يوميًا في الربع الأول، مشيرة إلى تأثير التحديات الاقتصادية والارتفاع القياسي في مبيعات السيارات الكهربائية.
تحذير الفيدرالي
كما حذّر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، من أن الاقتصاد العالمي قد يواجه فترات متكررة من صدمات العرض، ما قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار، مؤكدًا أن البنك المركزي يعكف على مراجعة آليات سياسته النقدية لمواجهة هذه التغيرات المستقبلية.
ويتوقع المحللون أن تتلقى سوق الخام العالمية فيضاًَ من المعروض حال رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران. وتزيد هذه التطورات الضغوط على السوق التي تشهد بالفعل إمدادات إضافية بعد أن زاد تحالف “أوبك+” الإنتاج بوتيرة أسرع من المتوقع، كما أن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والدول المستهلكة الرئيسية تلقي بظلالها على توقعات الطلب.
إمدادات النفط الإيرانية
قال فيكاس دويفيدي، استراتيجي النفط والغاز العالمي في “ماكواري”، خلال مقابلة: “يريد ترمب التوصل إلى اتفاق مع إيران في وقتٍ يواصل مساعيه إلى خفض أسعار النفط. وتتجه التكهنات نحو التوصل إلى اتفاق في وقتٍ أقربه العام الحالي”.
يتوقع دويفيدي أن يعزز الاتفاق إمدادات النفط بما يتراوح بين 200 ألف و300 ألف برميل يومياً. مضيفاً أن صادرات النفط الإيرانية نمت بالفعل، لتصل إلى حوالي 1.7 مليون برميل يومياً في أبريل.
ورغم أن ترمب صرح للصحفيين في الدوحة بأن الاتفاق أصبح قريباً، إلا أن نبرته الأخيرة كانت أكثر تفاؤلاً من إيران، حيث حثّ كبير المفاوضين الإيرانيين، وزير الخارجية عباس عراقجي، الولايات المتحدة يوم الأربعاء على التحلّي بنهج “أكثر واقعية” في الجولة القادمة من المحادثات التي تتوسط فيها عُمان. ولم يُحدَّد موعد ومكان انعقادها بعد.
وضع متغير باستمرار
قال أرن لومان راسموسن، كبير المحللين في شركة “إيه/إس غلوبال ريسك مانجمنت”: “في أقل من 24 ساعة، تحول التوجه من فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران، إلى تكهنات متزايدة بأن تحقيق إنجاز دبلوماسي قد يكون في متناول اليد”.
وأضاف أنه “إذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن شأن ذلك أن يزيد من احتمال حدوث فائض كبير في المعروض في وقت لاحق من هذا العام، خاصة عندما يقترن ذلك بزيادات الإنتاج المخطط لها من قبل (أوبك+)”.
بلغ متوسط سعر خام برنت نحو 63 دولاراً للبرميل حتى الآن هذا الشهر، وهو أدنى سعر منذ 2021. ومن شأن هذا التراجع أن يساعد في تهدئة الضغوط التضخمية في الاقتصادات المستهلكة، ولكنه يؤثر سلبا على عوائد المنتجين الرئيسيين.
بدأت شركات النفط الصخري الأميركية بالفعل في تقليص خطط الإنفاق الرأسمالي، كما رفعت السعودية مستويات الاقتراض في ظل ظهور علامات على تأثير انخفاض الأسعار.
ضغوط على أسعار النفط
زادت المعنويات السلبية بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الاستهلاك العالمي خلال بقية العام، مع فرض حالة عدم اليقين التجاري ضغوطاً على الطلب.
قال توريل بوسوني، رئيس قسم أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ مع فرانسين لاكوا: “نرى علامات واضحة على تباطؤ الاقتصاد العالمي وتباطؤ نمو الطلب على النفط”.
لامست أسعار النفط أدنى مستوياتها في أربع سنوات خلال ذروة الاضطرابات التجارية قبل أن تحقق أقوى صعود لها في أربعة أيام منذ أكتوبر بعد الإعلان عن الهدنة هذا الأسبوع.
أسعار النفط لا تزال منخفضة 14% هذا العام متأثرة بعدم اليقين التجاري، وزيادات الإنتاج الأسرع من المتوقع من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها.