قرر البنك المركزي الأوروبي، اليوم الخميس، خفض أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس، لتهبط الفائدة على تسهيلات الإيداع إلى 2%، بينما سجل سعر إعادة التمويل 2.15%، وبلغ سعر الإقراض الهامشي 2.40%.
واستند المركزي الأوروبي، في قراره إلى مراجعة دقيقة لتوقعات التضخم وسلوكياته الأساسية، إضافة إلى تقييم فعالية انتقال السياسة النقدية إلى السوق.
معدل التضخم
وسجل معدل التضخم في منطقة اليورو تراجعًا واضحًا خلال مايو الماضي، حيث هبط إلى 1.9 بالمئة مقارنة بـ2.2 بالمئة في أبريل، في أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2024، نتيجة انخفاض أسعار الطاقة وارتفاع قيمة العملة الأوروبية الموحدة.
وتوقع البنك المركزي أن يبلغ متوسط التضخم العام 2.0 بالمئة خلال عام 2025، ثم ينخفض إلى 1.6 بالمئة في 2026، قبل أن يعود للارتفاع إلى 2.0 بالمئة في 2027. وفي ما يخص التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء، فرجّح أن يصل إلى 2.4 بالمئة في 2025، ثم 1.9 بالمئة في العامين التاليين.
منطقة اليورو
ورجحت التقديرات الاقتصادية للمركزي الأوروبي أن يسجل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في منطقة اليورو 0.9% خلال 2025، و1.1% في 2026، ثم يرتفع إلى 1.3% بحلول 2027.
ونبه البنك إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية، لاسيما مع الولايات المتحدة، يُعد من أبرز مصادر عدم اليقين حاليًا، ويؤثر سلبًا على مستويات الاستثمار وحركة التصدير.
وفرضت واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 20 بالمئة على واردات أوروبية، مع تلويح برفعها إلى 50%، ما يزيد من الضغوط على اقتصادات التكتل.
استقرار الأسعار
وأكد المركزي الأوروبي التزامه بالحفاظ على استقرار الأسعار وضبط التضخم عند هدفه البالغ 2% على المدى المتوسط، مشددًا على تبنّيه سياسة نقدية مرنة تعتمد على البيانات والمؤشرات الاقتصادية.
وأوضح البنك أنه في ظل مناخ عدم اليقين العالمي، سيستمر في تقييم الوضع المالي والاقتصادي في كل اجتماع لتحديد الموقف المناسب، دون الالتزام بمسار مسبق لأسعار الفائدة، مراهنًا على التفاعل الحذر مع المتغيرات المستقبلية.
أسعار الفائدة الأمريكية بين تهديدات ترامب وانتظار باول
وفي الوقت الذي يواصل فيه جيروم باول سياسة الانتظار، وكان ترمب قد بدا كأنه تراجع عن تهديده في أبريل (نيسان) الماضي، قائلاً إنه «لا ينوي» إقالة باول. لكنه واصل التعبير علناً عن إحباطه من رئيس «الاحتياطي الفيدرالي».
وهاجم ترمب باول بانتظام منذ عودته إلى منصبه، واصفاً إياه بـ«الخاسر الأكبر» ومنحه لقب «المتأخر جداً» انتقاداً لاستمرار «الاحتياطي الفيدرالي» في الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة. وقد لمّح ترمب مراراً إلى أنه يفكر في إقالة رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» قبل انتهاء ولايته في مايو 2026، على الرغم من تأكيد باول على أن الرئيس لا يمكنه قانوناً إقالته.
وفي تصعيد جديد منه تجاه السياسة النقدية الأمريكية، هاجم الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمس الأربعاء رئيس «مجلس الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، وحثه بغضب على خفض أسعار الفائدة فوراً، وذلك بعد دقائق من إعلان بيانات التوظيف من «إيه دي بي (ADP)» – المؤشر التمهيدي للتوظيف في القطاع الخاص بالولايات المتحدة – بشأن أدنى رقم شهري للوظائف في القطاع الخاص منذ سنوات.