يشهد الذهب تزايداً ملحوظاً في إقبال البنوك المركزية على امتلاكه، مما دفعه لتجاوز اليورو ليصبح ثاني أكبر احتياطي عالمي بعد الدولار وفقاً لتقرير البنك المركزي الأوروبي.
ووفقًا لأحدث التقارير الاقتصادية، تشتري البنوك المركزية حول العالم ما يقارب 80 طنًا من الذهب شهريًا، وهو ما يعادل قيمة تُقدر بحوالي 8.5 مليار دولار بالأسعار الحالية.
طفرة في الطلب على الذهب
وتعتبر هذه الطفرة في الطلب على الذهب من البنوك المركزية علامة فارقة في النظام المالي العالمي، إذ يشير الخبراء إلى أن الذهب أصبح أكثر جاذبية بفضل مرونته وقدرته على التحوط ضد التضخم، وفي ظل انخفاض غير مسبوق لأسعار الدولار.
تقترب مخزونات الذهب لدى البنوك المركزية من مستويات قياسية لم تُشاهد منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وهذه الزيادة تأتي في سياق ارتفاع حاد في سعر المعدن النفيس، ليصبح ثاني أكبر احتياطي من حيث القيمة بعد الدولار الأمريكي.
بحسب تحليل البنك المركزي الأوروبي، وتمثل الأصول السائلة مثل العملات الأجنبية والذهب واحدة من الوسائل الرئيسية التي تعتمد عليها البنوك المركزية للتحوط من التضخم وتوسيع استثماراتها.
سعر الذهب عالميًا اليوم بالدولار
على الصعيد العالمي، سجل سعر الذهب عالميًا اليوم الخميس 12 يونيو 2025 نحو 3338 دولارًا للأوقية.
شهد الذهب سلسلة من الارتفاعات القياسية في السنوات الأخيرة، منها عام 2025 الذي سجل خلاله أعلى مستوياته تاريخياً، ومع ذلك تأثرت أسعاره بتغير السياسات الاقتصادية مثل سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية التي أدت إلى اهتزاز الأسواق العالمية، كما أن الأحداث الجيوسياسية الكبرى مثل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 أسهمت في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.
أهمية الذهب كاحتياطي عالمي
يتزايد اعتبار الذهب كأصل استثماري آمن ومرن بواسطة البنوك المركزية بسبب قدرته على توفير قيمة مستقرة على المدى الطويل، وتمثل البنوك المركزية الآن حوالي 20% من الطلب العالمي على الذهب، وهذا يمثل ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بحوالي 10% فقط في العقد الماضي، كما أن الذهب يمكن استخدامه في أوقات الأزمات لدعم العملات الوطنية، مما يجعله خياراً مفضلاً للعديد من الدول الناشئة.
لماذا أصبح الذهب أكثر جاذبية؟
تشير بيانات البنك المركزي الأوروبي إلى أن الاهتمام بالذهب يتزايد بشكل خاص في الدول الناشئة والنامية، إذ تُعاني هذه الدول من القلق إزاء العقوبات الاقتصادية المحتملة وتأثيرات ضعف العملات الرئيسية على النظام النقدي الدولي، يعزز ذلك الاعتماد على الذهب كملاذ آمن يستطيع مواجهة التقلبات الاقتصادية وعدم اليقين الجيوسياسي، وهو ما عزز مكانته كواحدة من أهم الأصول الاحتياطية.
تعزيز احتياطات البنوك المركزية من الذهب
وسارعت البنوك المركزية في العديد من الدول إلى تعزيز احتياطاتها من المعدن الأصفر، في محاولة لتقليص انكشافها على الدولار الأمريكي والأصول المرتبطة به.
وارتفعت أسعار الذهب العالمية خلال تعاملات اليوم، مدعومة بتنامي حالة الحذر في الأسواق الأمريكية، إذ قفز سعر الأونصة بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى له عند 3348 دولارًا، بعد أن افتتح تداولاته عند 3322 دولارًا، ويتداول حاليًا قرب 3330 دولارًا، وفقًا لتقرير صادر عن “جولد بيليون”.
ويأتي هذا الصعود في ظل تصاعد مخاوف المستثمرين من استمرار السياسات الحمائية في الولايات المتحدة، بعد أن أيدت محكمة الاستئناف استمرار الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، مما عزز اتجاه المتعاملين نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها الذهب.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب عالمياً
شهد الذهب سلسلة من الارتفاعات القياسية في السنوات الأخيرة، منها عام 2025 الذي سجل خلاله أعلى مستوياته تاريخياً، ومع ذلك تأثرت أسعاره بتغير السياسات الاقتصادية مثل سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية التي أدت إلى اهتزاز الأسواق العالمية، كما أن الأحداث الجيوسياسية الكبرى مثل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 أسهمت في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً
دور الصين والدول الناشئة في رفع الطلب على الذهب
تلعب الصين دوراً بارزاً في رفع الطلب العالمي على الذهب، حيث تستمر في شراء كميات كبيرة من المعدن النفيس، إضافة إلى الهند وتركيا كأكبر الدول المساهمة في زيادة نسبة الطلب، وتعكس تلك التحركات الاستراتيجية رغبة هذه الدول في تعزيز استقرارها المالي وتحسين أدواتها الاحتياطية بعيداً عن الاعتماد الكلي على العملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو.