مع اتساع رقعة الحرب بالشرق الأوسط، سجلت أسعار الذهب فى السوق المحلية قفزة بقيمة 40 جنيهًا للجرام أمس السبت، بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات العسكرية بين إيران وإسرائيل.
وقال متعاملون فى القطاع، إن التوترات الحالية أعادت تشكيل شهية المستثمرين عالميًا باتجاه الأصول الآمنة، وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط.
أسعار الذهب العالمية
شهدت أسعار الذهب عالميًا تحركات كبيرة بنهاية الأسبوع الماضي حيث ارتفع سعر الأوقية إلى مستويات قياسية، وقد سجلت تفاصيل الأسعار كالتالي:
سعر الأوقية: 3,452.80 دولار
الزيادة اليومية: 1.3%
المكاسب الأسبوعية: نحو 4%
بهذا الارتفاع، يكون الذهب قد اقترب من أعلى مستوياته القياسية المسجلة في أبريل الماضي، مدفوعًا بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية، أبرزها ضعف أداء الدولار عالميًا وتزايد الطلب على الذهب كوسيلة لتخزين القيمة.
قال نادى نجيب، السكرتير السابق لشعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية، إن جرام الذهب عيار 21 ارتفع إلى 4860 جنيهًا، فيما سجل عيار 18 نحو 4166 جنيهًا، وعيار 24 نحو 5554 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 38.6 ألف جنيه.
وأوضح أن الزيادة ترجع إلى ارتفاع سعر الأوقية عالميًا إلى 3433 دولارًا، مقابل 3320 دولارًا، بدعم من تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
وأضاف أن التوتر بين طهران وتل أبيب، الذى تصاعد بعد الضربة الإيرانية الأخيرة ردًا على الهجوم الإسرائيلى فجر الجمعة الماضية، دفع الأسواق إلى موجة من التحوط غير المسبوق.
توقع استمرار موجة الصعود فى حال استمرت الأحداث العسكرية وامتد إلى أطراف إقليمية أخرى.
وأظهرت بيانات منصة «آى صاغة» لتجارة الذهب، أن أسعار الأوقية قفزت بنسبة 3.6% خلال أسبوع التداول المنتهى أول أمس الجمعة، محققة أعلى مستوياتها فى خمسة أسابيع.
أسعار الذهب اليوم في مصر
وتحرص The markets 365 على دعم المعلومات حول أسعار الذهب بالتحليلات الاقتصادية اللازمة من أجل توضيح أسباب الارتفاع والانخفاض والاستقرار واعطاء توقعات موضوعية حول اتجاه الأسعار في الفترات المقبلة من أجل الحفاظ على مدخرات واستثمارات قرائنا المتميزيين.، وفيما يلي أسعار الذهب المعلنة في سوق الصاغة بدون احتساب المصنعية:
العيار | السعر بالجنيه المصري |
---|---|
عيار 24 | 5542.86 جنيه |
عيار 21 | 4850 جنيه |
عيار 18 | 4157.14 جنيه |
الجنيه الذهب | 38800 جنيه |
توقعات أسعار الذهب المستقبلية
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذى للمنصة، إن الضربة الإسرائيلية الاستباقية فجّرت موجة بيع مكثفة فى أسواق الأسهم العالمية، ورفعت أسعار النفط.
أوضح أن تلك المتغيرات رفعت الطلب على الذهب كأكثر الأصول أمانًا فى أوقات الأزمات الجيوسياسية، ليتجاوز الذهب حاجز 3440 دولارًا للأوقية، مسجلًا أعلى إغلاق أسبوعى
وأضاف أن تراجع جاذبية الدولار الأمريكى وسندات الخزانة، فى ظل ضعف ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأمريكي، دفع الذهب لصدارة الملاذات الآمنة، لا سيما مع تحوّل أولويات الأسواق فى ظل التطورات المتسارعة بالمنطقة.
وتتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى اجتماع الفيدرالى الأمريكى يومى 17 و18 يونيو، إلى جانب صدور بيانات اقتصادية رئيسية من شأنها أن تؤثر على توجهات أسعار الفائدة، وبالتالى على حركة الذهب.
ومع تصاعد أسعار النفط بأكثر من 6% مؤخرًا نتيجة المخاوف من توسع رقعة الحرب، تجددت المخاوف من موجة تضخم جديدة قد تُعقّد مهمة البنوك المركزية عالميًا.
هبوط الأسهم الأمريكية
تراجعت الأسهم الأميركية بشكل حاد، مسجلة خسائر أسبوعية، بعد أن شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية على إيران، وردت إيران بضرب تل أبيب، مما دفع أسعار الطاقة إلى الارتفاع، وأضاف تعقيداً جديداً في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وتكبدت الأسهم خسائراً أسبوعية في نهاية الجمعة، مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة في ظل التصعيد العسكري، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 769 نقطة، أي بنحو 1.79% إلى 42.197.79 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.28% إلى 5,976.96 نقطة، كما خسر مؤشر ناسداك المركب 1.30% إلى 19.406.83 نقطة، وتراجعت أسهم نفيديا Nvidia وتسلا Tesla وغيرها من الأسهم التي قادت انتعاش السوق من أدنى مستوياته في أبريل، مع تخلي المستثمرين عن المخاطرة.
وارتفعت أسهم النفط والدفاع وارتفعت أسهم إكسون موبيل وشيفرون بأكثر من 2% و1% على التوالي، بينما قفزت أسهم لوكهيد مارتن وRTX Corp بنحو 3%.
أكد بنك جولدمان ساكس على توقعاته بأن عمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية سترفع سعر الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 و4000 دولار بحلول منتصف عام 2026. بينما يتوقع بنك أوف أمريكا ارتفاع سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 10 يونيو، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار – 987 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما انخفضت عقود البيع بمقدار – 563 عقد.
ويعكس التقرير الذي يغطي الفترة السابقة تقلص حركة خروج الاستثمار من صناديق الذهب وهو ما قد يعد استعداد لعودة الطلب إلى الارتفاع على الذهب كاستثمار خاصة في ظل عدم الاستقرار الحالي في الأسواق المالية بسبب التوترات الجيوسياسية المستمرة.