في تحول لافت بعد موجة من الخسائر العنيفة التي ضربت سوق المال المصري، شهدت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعًا طفيفًا في مستهل تعاملات اليوم الإثنين، بعد حالة من الذعر التي أصابت المستثمرين أمس على خلفية التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، وتأثيره المباشر على الأسواق العربية كافة.
ارتفاع طفيف يعيد الأمل للمستثمرين

افتتح المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» تعاملات اليوم مرتفعًا بنسبة 0.32%، ليصل إلى مستوى 31,114.13 نقطة، بعد أن كان قد فقد جزءًا كبيرًا من مكاسبه خلال جلسة الأحد، كما صعد مؤشر «إيجي إكس 100» متساوي الأوزان بنسبة 0.78% ليصل إلى 12,500.81 نقطة، في حين ارتفع مؤشر «إيجي إكس 70» للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.77%، مسجلًا 9,177.27 نقطة.
هذا الارتفاع الطفيف يعكس محاولات السوق لامتصاص صدمة الخسائر العنيفة التي تكبدها المستثمرون في الجلسة السابقة، والتي جاءت نتيجة مباشرة للتوترات الجيوسياسية المفاجئة في الشرق الأوسط، إذ شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا مباغتًا على إيران فجر الجمعة الماضية، ما دفع الأخيرة للرد بسيل من الصواريخ باتجاه تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، مما أثار الذعر في الأسواق الإقليمية.
تراجع حدة النزيف رغم استمرار القلق
وقد شهدت جلسة الأحد، أولى جلسات الأسبوع، خسائر غير مسبوقة مع بداية التعاملات، حيث تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 7.5% في الساعات الأولى، إلا أن البورصة تمكنت من تقليص الخسائر مع نهاية الجلسة، لينخفض المؤشر «إيجي إكس 30» بنسبة 4.6% فقط، متسلقًا مجددًا حاجز الـ31 ألف نقطة، بفارق 16 نقطة عن أدنى مستوياته خلال اليوم.
اللون الأحمر اجتاح شاشات التداول ليس فقط في مصر، بل في مختلف أسواق المال العربية التي شهدت موجة هبوط جماعي، عاكسة القلق المتصاعد من تداعيات الحرب المفتوحة على استقرار المنطقة ومصالح المستثمرين.
وبينما هوت المؤشرات في الدول العربية بنسب كبيرة، كانت خسائر السوق الإسرائيلية محدودة نسبيًا، ما أثار تساؤلات عديدة حول جاهزية الأسواق العربية لامتصاص الصدمات مقارنة بنظيرتها في إسرائيل.
ترقب وتحركات حذرة في الفترة المقبلة
يترقب المتعاملون في سوق المال المصري ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية والعسكرية خلال الأيام القادمة، إذ من المتوقع أن تبقى حالة الحذر مسيطرة على سلوك المستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب، مع استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
ومع أن تعافي المؤشرات اليوم يشير إلى بعض محاولات السوق للتماسك، إلا أن أي تصعيد إضافي قد يدفع السوق لموجة جديدة من التراجعات، في ظل ارتباط الأسواق المصرية والعربية بقوة بمستوى الاستقرار السياسي والأمني في الإقليم.
في المجمل، يعكس أداء البورصة المصرية اليوم مرونة نسبية ورغبة في تجاوز الأزمة، لكن الطريق إلى التعافي الكامل لا يزال مرهونًا بتطورات الأحداث في المنطقة ومدى قدرة الاقتصاد على امتصاص آثار الصدمات الخارجية.