تمر البورصة المصرية خلال الفترة الحالية بحالة من التذبذب الحاد وعدم الاستقرار، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية على الساحتين الإقليمية والدولية، مما أثر بشكل مباشر على أداء المؤشرات الرئيسية، لا سيما مؤشر EGX30 الذي انخفض دون مستوى 31,000 نقطة، ليسجل تراجعًا ملموسًا أثار قلق المتعاملين في السوق.

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسام الغايش، الخبير الاقتصادي، إن حالة التراجع التي تشهدها البورصة ليست مفاجئة، بل تُعدّ انعكاسًا طبيعيًا لحالة القلق السائدة نتيجة التوترات السياسية في المنطقة، والتي تدفع المستثمرين — سواء المحليين أو الأجانب — إلى الحذر والتريث في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.
مناطق دعم حرجة قد تعيد التوازن للسوق
وأوضح الغايش، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “أرقام وأسواق” على قناة “أزهري”، أن مؤشر EGX30 يقترب حاليًا من مناطق دعم فنية هامة، أبرزها عند مستوى 30,269 نقطة، ويليها دعم آخر عند 29,823 نقطة، وهي مستويات قد تشهد محاولات ارتداد حال استقرار الأوضاع السياسية والأمنية خلال الفترة القادمة.
وأضاف أن السوق بحاجة إلى محفزات حقيقية تُعيد الثقة إلى المستثمرين، خصوصًا في ظل تراجع واضح في أحجام التداول، وهو ما يشير إلى حالة من الترقب والحذر العام بين المتعاملين، كما أشار إلى أن استمرار عمليات البيع لجني الأرباح، إلى جانب القلق من تفاقم الأزمات الجيوسياسية، كان لهما دور أساسي في الضغط على السوق ودفع المؤشرات إلى التراجع.
الطاقة والغذاء.. ملاذات استثمارية آمنة
في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة، يرى الغايش أن بعض القطاعات مثل الطاقة والسلع الغذائية قد تمثل خيارات استثمارية أكثر أمانًا للمستثمرين، كونها أقل تأثرًا بالمتغيرات السياسية وتُعدّ من القطاعات الدفاعية التي تحافظ على أدائها في أوقات الأزمات.
وأكد على أهمية اتباع استراتيجية تنويع المحافظ الاستثمارية وتقليل المخاطر من خلال التحوّط، وعدم الاعتماد على قطاع واحد أو أداة استثمارية واحدة، كما شدد على ضرورة متابعة مستويات الدعم والمقاومة بشكل دقيق خلال الفترة المقبلة، لأن السوق قد يتخذ أحد المسارين — التعافي أو المزيد من الهبوط — بناءً على التطورات المحيطة ومدى قدرة السوق على التماسك.
وفي ختام تصريحاته، أشار الغايش إلى أن الوضع الحالي يتطلب من المستثمرين التحلي بالصبر والانتباه إلى المؤشرات الفنية، مؤكدًا أن أي تحرك إيجابي مستقبلي سيكون مرهونًا بتحسن الأوضاع الأمنية والسياسية، إضافة إلى وجود محفزات اقتصادية داخلية تدفع السوق نحو التعافي.